"بلاك ووتر" تركية جناح أردوغان لمرتزقة الإخوان

"بلاك ووتر" تركية جناح أردوغان لمرتزقة الإخوان


09/01/2020

الحبيب الأسود

تحدثت التقارير التركية عن تكليف أردوغان لشركة “صادات” التي تعتبر جناحا ميليشياويا لنظامه، بالتدخل المباشر في ليبيا، لدعم حكومة فائز السراج المعزولة في طرابلس في مواجهة تقدم الجيش الوطني الليبي، وأن عملية نقل المرتزقة متعددي الجنسيات من الشمال السوري إلى الغرب الليبي تتم عبر تلك الشركة التي توفّر كذلك الضباط الميدانيين والمستشارين.

تقدّم شركة “صادات” المساهمة نفسها على أنها الأولى والوحيدة من نوعها في تركيا التي توفر الخدمات الاستشارية والتدريبات العسكرية في مجال الدفاع الدولي، تأسست من قبل 23 من ضباط وصف ضباط متقاعدين من مختلف وحدات القوات المسلحة التركية، برئاسة العميد المتقاعد عدنان تانري فردي، و”بدعم 64 ضابطا وضابط صف قاموا بالخدمة بنجاح في مراحل متنوعة في القوات المسلحة التركية يقومون باحترام المشاعر الدينية للدول الإسلامية وذلك بهدف الخدمة في المجالات اللازمة، والمساهمة في تكوين وسط تعاون دفاعي وتعاون في الصناعات الدفاعية بين الدول الإسلامية، وخدمة التحالف الإسلامي ومنع الحاجة للدول الاستعمارية ذات الفكر الصليبي”، وفق تعريفها لنفسها.

ويعتبر تانري فردي من رموز حزب العدالة والتنمية، وهو من مواليد 8 نوفمبر 1944 في أكشهير، درس في 1963 و1964 علم الحيوان في جامعة إسطنبول، وانتقل إلى أكاديمية الجيش في عام 1964، وتخرّج من الأكاديمية العسكرية كضابط مدفعي في عام 1966 وخدم في القوات المسلحة التركية من عام 1966، وأصبح عام 1980 ضابط الأركان العامة، وعمل في إدارة الحرب الخاصة وإدارة الدفاع المدني لجمهورية شمال قبرص. وفي عام 1992 تم تعيينه عميدا وكلّف بقيادة لواء في إسطنبول وترأس قسم صحة الجيش، قبل أن يتقاعد عام 1996، ليشتغل في الإعلام من خلال منصب كبير في محطة إذاعية، وينشط في جمعية بناء المساجد، ويرأس جمعية من ضباط الجيش المفصولين التي كانت لاحقا منطلق تأسيس شركة “صادات” للتدريب على الحروب غير التقليدية، وعلى الخطف والاغتيال وإدارة الكمائن الوهمية.

بدأت الشركة عملها بعد أن تم الإعلان عنها في الجريدة الرسمية بتاريخ 28 فبراير 2012، أي بعد أشهر من بداية الحرب الأهلية السورية، وفي ظل اتساع أطماع قوى الإسلام السياسي للسيطرة على الحكم في دول ما سمي بالربيع العربي آنذاك، والتي اتجه النظام التركي لتجييرها لمصلحة طموحاته في المنطقة.

وتعرّف “صادات” مهامها بأنها “تنظيم القوات وقوى الأمن الداخلي على الصعيد الدولي، وتقديم الاستشارات الإستراتيجية في الأمن الداخلي والدفاع وتقديم الخدمات في مجال التدريبات والتجهيزات العسكرية والأمن الداخلي، وخلق بيئة تعاون بين الدول الإسلامية في مجال الدفاع والصناعات الدفاعية، ومساعدة العالم الإسلامي على أن يصبح قوة عسكرية مكتفية ذاتياً ليأخذ مكانه بين الدول العظمى في العالم”.

ووفق موقعها الرسمي “تنظم شركة صادات المساهمة تشكيلات القوات المسلحة للدول التي تقدّم لها الخدمة للحرب غير النظامية وذلك لظهور حاجة لتنظيمها جميعاً بقصد الدفاع، وتقوم بتدريب عناصر هذه التشكيلات على أنشطة الكمائن والإغارة وإغلاق الطرق والتدمير والتخريب وعمليات الإنقاذ والاختطاف وعلى العمليات المضادة لكل ذلك”، وتقدّم “خدمات التدريب لموظفي الدول التي تقدّم لها الخدمات الذين سيؤدون مهامهم في العمليات البرية والبحرية والجوية والذين سيشاركون في العمليات النظامية وغير النظامية والخاصة وأي عملية أخرى بقصد إكسابهم مهارات عالية”.

وهي “تُقدم الخدمات التدريبية من قبل مدربين أكفاء متخصصين وهذه النخبة الممتازة متكونة من الجنرالات المتقاعدين والضباط ذوي الرتب المختلفة ومن صف الضباط ابتداء من رتبة العريف إلى رتبة المساعد أول الذين خدموا في القوات المسلحة فترة طويلة حتى تقاعدوا من الخدمة، وفي أثناء خدمتهم العسكرية في القوات المسلحة التركية أخذوا الانضباط العسكري من القوات المسلحة التركية وجعلوها تقليداً يومياً، والحائزين على كفاءات ولياقات عالية بعد خدماتهم الناجحة وبعد اكتسابهم خبرة واسعة في القطاعات والوحدات النظامية التابعة للقوات البرية والبحرية والجوية والقيادة العامة لقوات الدرك، وفي مجالات اللياقة البدنية الحربية والكومندوس والمظلات، والحرب غير النظامية، والتدمير تحت الماء والدفاع تحت الماء، الغطس والرجل السمك، وبالإضافة إلى هذه الدورات التدريبية التي اكتسبوا خلالها كفاءات إضافية وأيضا وحدات رجال الأمن الداخلي الذين اشتركوا في العمليات ضد الإرهاب، وقاموا بتبني خدمات تنشئة مجموعة مختارة من الموظفين المعلمين”.

وتمتلك الشركة فرع القوات الخاصة المكون من وحدات التدمير ووحدات الدفاع تحت الماء ووحدات العمليات ضد الإرهاب. وأكد موقع “تركيا الآن” المعارض أن الشركة تولت مهمة إعادة هيكلة الجيش التركي، بعدها تم تقليص عدد أفراده بنحو 200 ألف عسكري من مختلف الأسلحة والرتب العسكرية، لينخفض العدد من نحو 561 ألفا إلى 351 ألفا، حسب بيان صادر عن هيئة الأركان التركية في 2017، تحت مظلة قانون الطوارئ. ويقول هاقان توره رئيس جمعية “أتاتورك القلعة الأخيرة والخطوة الأخيرة” إن “أردوغان ساعد في تأسيس شركة صادات، لتكون بديلة للاستخبارات والجيش بتولي حمايته الشخصية في قصره”.

وتصف المعارضة التركية، الشركة، بأنها تشكل الحرس الثوري الخفي لنظام أردوغان، وحزب العدالة والتنمية، أو بمثابة ميليشيات مسلحة يديرها حزب أردوغان. ويرى الكاتب والباحث التركي، بوراق بكديل، في دراسته التي نشرها المعهد الأميركي جيت ستون للدراسات السياسية الدولية، إن مهمة شركة “صادات” هي تدريب قوات شبه عسكرية.

ويقول بكديل إن المقصود بعبارة “داخل تركيا” هنا، قتال المنشقين في المستقبل، بينما يُقصد بـ”الخارج” على الأرجح تدريب جهاديين على القتال في حروب أردوغان الطائفية في دول مثل سوريا، وليبيا، مرجحا أن يلجأ أن أردوغان إلى شركة “صادات” من أجل “قتال المنشقين في المستقبل داخل تركيا، وتدريب جهاديين للقتال في حروبه الطائفية بسوريا وغيرها”.

ووصفت صحيفة زمان التركية هذه الشركة، بأنها تشكّل الحرس الثوري الخفيّ لنظام رجب طيب أردوغان، وحزب العدالة والتنمية، مؤكدةً أن “اسم شركة صادات، التي تصفها المعارضة بالميليشيا المسلحة التي يديرها حزب العدالة والتنمية الحاكم، برز عقب صدور مرسوم العفو عن غير العسكريين المتورطين في قتل الجنود الأتراك ليلة المحاولة الانقلابية من الملاحقة القضائية”.

تقدّم شركة صادات المساهمة التدريب العسكري النظامي للقوات البرية والبحرية والجوية للدول الطالبة للخدمة ابتداء من فرد واحد وسلاح واحد حتى أعلى وحدة في الجيش، أي يتم تدريب كافة العناصر حتى آخر مستخدم.

وعبر قناته على موقع يوتيوب قال الكاتب التركي المضرم أركام طوفان آيتاف إن “أردوغان لا يثق في الجيش ولا جهاز الأمن الداخلي”، وأضاف “من المحتمل أن تكون هذه استعدادات لحرب داخلية. لهذا السبب تم وضع حصانة على هذه التنظيمات. سيتم استخدام “أطفال وادي الذئاب” من تنظيمات داعش والقاعدة والنصرة والجيش السوري الحر في هذا التنظيم. وهم يجهزون ويدربون عناصر ذلك الجيش في شركات الأمن الخاصة التي أسسوها” وأردف متسائلا “لماذا يحتاج أردوغان إلى تنظيم مسلح في ظل وجود القوات المسلحة وقوات الأمن الداخلي؟ ما تكوين هذه التنظيم وممن تتكون؟ ما دور روسيا في هذا التنظيم”.

وفي عام 2017 شهدت تركيا موجة كبيرة من الجدل على خلفية ظهور شركة الاستشارات الدفاعية الدولية “صادات”، مما دفع المحللين والكُتّاب إلى إطلاق العديد من المسميات بشأنها، وتنوعت مثل “بلاك ووتر تركي” و”ميليشيات أردوغان” و”الحرس الثوري التركي” و”الجيش السري لأردوغان”.

ويرى الكاتب والباحث التركي بوراق بكديل في دراسته بمعهد “جيت ستون” للدراسات السياسية الدولية الأميركي، أن “جنون الارتياب” يقود أردوغان إلى الهاوية والحرب الأهلية، وأن تعيينه تانري فيردي كبيراً لمستشاريه رغم كل اللغط الذي يحيط به، يعدّ دليلاً على استعداده لخوض حرب شاملة داخل تركيا ضد أي عدو يواجهه.

ويقول حزب الشعوب الديمقراطي الكردي أن شركة صادات مارست أعمال تعذيب واعتقالات غير قانونية بحق المعارضين في جنوب شرق تركيا ذي الغالبية الكردية، وأن الشركة نفذت هذه الأعمال تحت حماية حكومة أردوغان. وكان أردوغان عيّن مؤسس شركة “صادات”، بوظيفة كبير المستشارين لديه في 16 أغسطس 2016، بالتزامن مع بدء عملية “درع الفرات” في سوريا وبعد نحو شهر من الانقلاب العسكري الفاشل الذي شهدته تركيا في عام 2016.

وفي أكتوبر 2018 أجرى أردوغان تعيينات لشخصيات جديدة في الهيئات السياسية الرئاسية، كان أبرزهم مؤسس شركة أمنية سيئة السمعة،  وبرز من بين التعيينات اسم عدنان تانري فردي رئيس شركة صادات بهيئة السياسات الأمنية والخارجية.

عن "العرب" اللندنية 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية