بعد 6 أعوام على اختطافهما.. ماذا حلّ بمطراني حلب؟

سوريا

بعد 6 أعوام على اختطافهما.. ماذا حلّ بمطراني حلب؟


24/07/2019

لا تزال قضايا الاختطاف المتعلقة بالحرب في سوريا، تمثل حالة انعدام الأمان وضبابية المستقبل وعدم الاستقرار هناك منذ 2011، وإذ تنفتح ملفات المختطفين من جديد على مصراعيها، تعود قضية المطرانين المختطفين على يد جماعات مسلّحة في حلب عام 2013 إلى الواجهة من جديد.

اقرأ أيضاً: الباغوز.. هل هُزم فيها تنظيم داعش؟

قضية اختطاف المطرانين، مارغريفوريوس يوحنا إبراهيم وبولس يازجي، عادت للظهور هذه المرة من خلال بيان للأمير الحسن بن طلال حول قضيتهما؛ حيث دعا الأمير يوم 22 تموز (يوليو) الجاري، الأمم المتحدة ومنظمة الحقوق الإنسان، المنبثقة عنها، لتحمّل مسؤوليتهما تجاه هذه القضية التي تعد "جريمة ضد الإنسانية".
فما هي أبعاد هذه القضية، وكيف تعكس آثار الحرب الدموية في سوريا؟

 مارغريفوريوس يوحنا إبراهيم وبولس يازجي

اختطاف الإنسانية
في الذكرى السادسة على حادثة اختطاف مطرانَي حلب، قال الأمير الحسن، في بيان صحفي، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إنّ هذا "الاعتداء الغاشم أثار مشاعر الاستنكار والشّجب والإدانة في نفوس الكثيرين من مسيحيين ومسلمين؛ فقد عمل المطرانان على خدمة أبناء مجتمعهما منادين بقيَم المحبة والإخاء والسلام والعيش المشترك... وإنني أضم صوتي لصوت إخوتنا في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية لنجدِّد الدعوة إلى الخيّرين والمخلصين من أبناء الأمّة لإيلاء هذه القضية الإنسانية الاهتمام اللائق، واتخاذ الإجراءات العملية الكفيلة بإنهاء المعاناة التي تسبَّب بها ذلك الاعتداء والخطف والتي طال أمدها".

الأمير الحسن: الاعتداء الغاشم أثار مشاعر الاستنكار والشّجب والإدانة في نفوس الكثيرين من مسيحيين ومسلمين

وقدّم الأمير الحسن، دعوة إنسانية كبيرة للسلام والاستقرار في بيانه هذا، وأماط اللثام من جديد عن قصة مطراني حلب اللذين حاولا تحرير مختطفين عام 2013، كما حاولا تقديم رسالة سلامٍ هناك، بمحاولتهما تحرير مجموعة من الكهنة المختطفين أيضاً، فكان أن تعرضا للظلم والتغييب اللذين تعرض إليهما أولئك الذين حاول المطرانان الدفاع عنهم. واختطف الأمل الذي قامت عليه رسالة المطرانين الممثلين لطائفة السريان الأرثوذكس في سوريا ولبنان، والمتمثلة في أنّ "المسيحيين يعيشون بأمانٍ في وجود المسلمين سنةً وشيعةً وغيرهم"، بحسب تقريرٍ لموقع "الجمهورية" عام 2013.

اقرأ أيضاً: ما بعد الباغوز .. هل ثمة إستراتيجية جديدة لداعش؟

وفي تفاصيل اختطافهما في حينه، أنّ كلاً من المطرانين إبراهيم واليازجي، كانا في حلب خلال مهمتهما الإنسانية لتحرير المختطفين نهاية نيسان (إبريل) 2013، حيث إنهما "تفاوضا لمدةٍ طويلة مع إحدى الجماعات المسلحة من أجل إطلاق سراح الكهنة الرهائن، إلا أنهما وخلال المراحل الأخيرة لتلك العملية، كانا يستقلان سيارتهما ويتجهان إلى إحدى المناطق، قبل أن يتم إنزالهما من السيارة التي كانا يستقلانها مع سائقهما الخاص وشخص رابع هو صديقهما، حيث اختطفتهما جماعة مسلحة يعتقد أنّها من المقاتلين الشيشان، واقتيدا بعد ذلك إلى مكانٍ مجهول"، بحسب التقرير ذاته.

اقرأ أيضاً: مع تحرير الباغوز... الإعلان عن انتهاء داعش وماذا عن فكره؟
وفي ذلك الوقت، تمت محاولات حثيثة من قبل بطريركية السريان الأرثوذوكس في سوريا ولبنان، ومن قبل جهاتٍ دولية ومحلية عديدة، من أجل العثور على الجهة المختطِفة، ومعرفة مطالبها إن كانت ماديةً أم لوجستية. ومحاولة تحرير المطرانين أو معرفة مصيرهما. لكن الحادثة بقيت يلفها الغموض، وجرى الحديث لاحقاً، عن وجودهما في قبضة "تنظيم النصرة أو تنظيم داعش الإرهابيين، ومن ثم عن نقلهما إلى الباغوز في سوريا" وفقاً لموقع "aleteia" المعني بالشؤون المسيحية حول العالم في تقرير نشر خلال هذا العام.

وجه الأمير الحسن دعوة إنسانيةً إلى العالم لتذكر قضية المطرانين المختطفين

الألم والأمل

على هامش اختفاء المطرانين إبراهيم واليازجي، المستمر إلى اليوم، ونداء الأمير الحسن بن طلال الإنساني، للنظر في قضيتهما التي تعكس الوضع الإنساني المتردي في سوريا. فقد تم تدويل حادثة الاختطاف خلال الأعوام الستة الماضية، وتقاطعت جهود جهاتٍ عديدة طالبت، وفق التقرير آنف الذكر، بأن "تتعاون دولٌ ترتبط بالحرب في سوريا كروسيا وتركيا في محاولة العثور على أي أثرٍ للمطرانين" إلا أنّ تلك الجهود باءت بالفشل حتى الآن. وهو ما يعكس الحالة التي تمر بها سوريا اليوم؛ فالمصير والمستقبل غير واضحين، ولا يوجد استقرارٌ حقيقي، أو إغلاقٌ لملفات الحرب التي تركت جروحاً نازفةً على أرض سوريا يعاني منها السوريون حتى الآن.

لم تكشف الباغوز عن مصير المطرانين المختطفين بل مثلت الغموض الذي يلف الوضع في سوريا

وكانت قضية المطرانين، والوضع الشائك في سوريا، تقاطعت جميعاً خلال النصف الأول من هذا العام، بعد أن تم إخراج المسلحين التابعين لتنظيمات إرهابية من منطقة الباغوز؛ إذ أكدت التقارير في حينه، أنّ الباغوز "تخفي أسراراً عديدة، وهناك معلومات عن وجود عدد من الصحافيين الأجانب، وأسرى من الجيش السوري، وآخرين من الجيش الحر، ومن الجيش العراقي، وربما المطرانين المختطفين، أو المطران إبراهيم، وحده على الأقل، الذي قيل إنه حيّ وموجود في الباغوز"، وفق وكالات الأنباء. إلا أنّ تلك الأخبار لم يتم تأكيدها، بل إنّ أياً من تلك المعلومات لم يتأكد شيء من صحتها بعد عملية الباغوز الأخيرة هذا العام. ولم يظهر كذلك أي أثرٍ للمطرانين المختطفين. وهو ما جعل احتمال مقتلهما قائماً أيضاً.

مصير المطرانين المجهول يعكس عدم الاستقرار في سوريا ويعكس آلام الحرب والدمار التي حلت على مختطفين ومغيبين كثيرين

هذا الوضع المتأزم، الذي يمثل تضارباً في المعلومات، وقصصاً عن مختطفين، لا يعلم أحد إن كانوا أمواتاً أم أحياء، إضافةً إلى مسألة استهداف المسيحيين العرب الذين هم جزء لا يتجزأ من العالم العربي بتاريخه وظروفه السياسية الحالية خلال الحرب في سوريا، يعكس حالةً من اللاتوازن، والدمار الذي يقوده التشدد والإرهاب، مما استدعى ويستدعي الحفاظ على نداءات الأمل، والتضامن من أجل مستقبل شعوب المنطقة العربية، والوقوف إلى جانب المختطفين والمغيبين في سوريا أياً كانت أصولهم وطوائفهم، وفق الرسالة الإنسانية التي أعاد الأمير الحسن إحياءها، على أمل أن تلقى استجابةً من العالم.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية