الوجود التركي في ليبيا يفتح الطريق لعودة داعش

الوجود التركي في ليبيا يفتح الطريق لعودة داعش


18/01/2020

أكد مسؤول عسكري أميركي بارز عودة أنشطة تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا تزامنا مع إرسال تركيا لمقاتلين سوريين متطرفين للقتال إلى جانب ميليشيات داعمة لحكومة الوفاق التي يقودها فايز السراج.

وتزامنت التصريحات الأميركية مع تأكيد المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة وجود مقاتلين سوريين في ليبيا للقتال إلى جانب الميليشيات.

ورجح سلامة في مقابلة مع إذاعة مونتي كارلو وجود خبراء عسكريين أتراك في ليبيا، لكنه أوضح أن البعثة الأممية لا تمتلك أي مؤشر على نشر تركيا قوات لها في ليبيا.

وعمل الرئيس رجب طيب أردوغان على تثبيت الوجود التركي في ليبيا من خلال إرسال مرتزقة سوريين تحوم حولهم شبهات التطرف والانتماء لتنظيمات جهادية.

وقالت أوساط سياسية وعسكرية ليبية إن المقاتلين التابعين للجماعات المتطرفة يستغلون توقف معركة طرابلس على خلفية اتفاق وقف إطلاق النار لاسترجاع نشاطهم في ليبيا.

وأشار آمر مجموعة عمليات المنطقة الغربية في الجيش الوطني الليبي المبروك الغزوي، إلى أن تركيا ما زالت تقوم بإرسال المسلحين لدعم قوات حكومة الوفاق.

وأضاف الغزوي، في تصريحات صحافية نقلتها الخميس بوابة “أفريقيا الإخبارية” أن “تحريات استخبارات الجيش الليبي أكدت أن الجسر الجوي الذي ينقل المرتزقة السوريين من تركيا إلى مطار معيتيقة لم يتوقف حتى بعد إعلان الهدنة”. وأضاف “ليبيا ستكون مقبرة لكل المليشيات والمرتزقة”.

وأُرسلت قوات تركية إلى ليبيا دعماً لحكومة الوفاق الوطني بموجب اتفاق عسكري أبرم في نوفمبر الماضي من شأنه أن يقوض السيادة الليبية كما يؤجج الصراع الدائر بالبلد.

وشكل التدخل العسكري التركي مثار جدل واسع داخل ليبيا وخارجها لما يتسبب به من تعقيدات على صعيد الأزمة التي يسعى المجتمع الدولي إلى حلها بالطرق السلمية، كما يساهم هذا التدخل في اتساع دائرة انتشار المتطرفين الذين يحاربهم الجيش في أكثر من منطقة داخل ليبيا.

ويخوض الجيش الوطني الليبي منذ أبريل الماضي حربا ضد الإرهاب والميلشيات، وأمام ما حققه الجيش من مكاسب تحاول تركيا عرقلة هذا التقدم بدعم حكومة السراج عسكريا وتغذية الإرهاب، للحد من نجاحات الجيش من جهة، والتمكن من تطبيق أجندتها التوسعية بليبيا من جهة ثانية.

وبات التدخل التركي في الشأن الليبي ودعمها المباشر لحكومة السراج والميليشيات التي تقف وراءها يتم في كنف العلانية.

وسبق أن ذكرت تقارير صحافية بأن أنقرة دشنت جسرا جويا مباشرا ما بين إسطنبول ومطار معيتيقة العسكري قرب طرابلس لنقل المقاتلين السوريين بصفة مرتزقة خاضعين لأوامر قيادات الجيش التركي.

وأشارت تقارير عربية وغربية إلى أن أكثر من ألفي مقاتل سوري أرسلوا إلى ليبيا.

وقال بول سيلفا، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية إن إدارة الرئيس دونالد ترامب بدأت ملاحظة طفرة “صغيرة” في أعداد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا منذ بدأ المشير خليفة حفتر المعركة في العاصمة طرابلس قبل أكثر من شهرين.

ونقل موقع المونيتور عن سيلفا قوله إن المعركة المتوقفة حاليا من أجل استعادة طرابلس تعطي مساحة للتنفس للإسلاميين وعودة تنظيم الدولة الإسلامية إلى البلاد.

وكان التنظيم المتطرف يتخذ من مدينة سرت معقلا رئيسيا قبل أن تطرده قوات الجيش الليبي.

وقال المسؤول العسكري الأميركي إن المعركة نزعت الانتباه عن داعش، مشيرا إلى أنه تمت ملاحظة “تجدد صغير لمعسكرات داعش في المنطقة الوسطى”.

وأوضح أن “القوات الأميركية التي تساعد في قتال داعش غادرت ليبيا في أبريل الماضي مع تدهور الأوضاع الأمنية”، معبرا عن قلقه من أن يصبح داعش “طرفا ثالثا في القتال في ليبيا”.

بدوره، حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني من أن التدخل العسكري التركي في ليبيا “يجعل الوضع أكثر تعقيدا”، مشيرا إلى أن هذا التدخل سيخلق المزيد من الارتباك.

وقال الملك عبدالله الثاني في مقابلة صحافية إن عدة آلاف من المقاتلين الأجانب قد غادروا إدلب وانتهى بهم المطاف في ليبيا، وهذا أمر على الجميع في المنطقة العربية وفي أوروبا مواجهته، ويتوقع أن يكون هذا الأمر من أكبر التحديات والتهديدات التي سيعيش على وقعها العالم في عام 2020.

وكانت صحيفة الغارديان نشرت الأربعاء تقريرا أشارت فيه إلى أن “1350 فردا من المقاتلين السوريين شقوا المعبر في اتجاه تركيا في الخامس من يناير. وانتقل بعضهم إلى ليبيا بينما بقي آخرون في جنوب تركيا لتلقي تدريبات في معسكرات خاصة. كما يفكر بعض المنتمين إلى فيلق الشام الإسلامي في السفر إلى ليبيا”.

وذكرت الغارديان “في البداية نشرت تركيا 300 مقاتل من الفرقة الثانية في الجيش السوري الحرّ وغادر هؤلاء المقاتلون سوريا عبر معبر حوار كلّس العسكري في ريف حلب في الرابع والعشرين من ديسمبر، قبل أن يلتحق بهم 350 فردا آخرون في نهاية الشهر نفسه”.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في ما يسمى بـ”الجيش الوطني السوري” أن المقاتلين وقّعوا عقودا مباشرة تصل مدتها إلى ستة أشهر مع حكومة الوفاق، مؤكدة على أنها “لم تكن مع الجيش التركي”. وتحدد العقود ألفي دولار شهريا كرواتب، وهو مبلغ ضخم مقارنة بالـ450 و550 ليرة تركية (55 – 80 دولار) التي كانوا يكسبونها شهريا في سوريا.

عن "العرب" اللندنية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية