الكمامة للنساء فقط والفيروس لا يصيب الرجال!.. كيف يواجه رجال الدين الإيرانيون كورونا؟

الكمامة للنساء فقط والفيروس لا يصيب الرجال!.. كيف يواجه رجال الدين الإيرانيون كورونا؟


27/07/2020

كشف سلوك المؤسَّسات الدينية الإيرانية ومواقفها تجاه أزمة كورونا عن العقل الذي يحاول إدارة المشهد؛ الديني والثقافي والسياسي، وتوجيه الرأي العام في الجمهورية الإسلامية.

اقرأ أيضاً: مآلات التحرش الأمريكي الإسرائيلي بإيران وحزب الله

فبعد تصريحات رأس هرم السُّلطة الدينية والسياسية المرشد علي خامنئي، المتعلق باحتمالية أن يكون فيروس كورونا "هجوماً بيولوجياً مُتعمَّداً، ومرتبطاً بالعملانية تلقَّفت النُّخَب الدينية مقولةَ المرشد، وعمِلت على ذيوعِها باعتبارها أمراً بديهياً، وليس افتراضاً قابلاً للتشكيك؛ فردَّد إبراهيم رئيسي مقولة الهجوم البيولوجي، وطالبَ بتعزيز قُدرات الدفاع البيولوجية في البلاد.

تبريزيان: استخدام الكمامات للوقاية من فيروس كورونا ينبغي أن يقتصر على النساء دون الرجال

 وعلى النهج ذاته، لم يستبعِد خاتمي تخليق الفيروس بيولوجياً، وصرَّح بأنّ الأمريكيين وراءه: "لا يمكن استبعادُ إمكانية الحرب البيولوجية في تفشِّي فيروس كورونا"، وفي المعنى نفسه، اعتبرَ آية الله حيدري، أنّ هناك نظريتين بخصوص بداية الفيروس، الأولى أنّه طبيعي، والثانية أنّه مُخلَّق بيولوجياً. ثمّ رجَّح الافتراضَ الثاني، وعزا تخليق الفيروس إلى قِوى الاستكبار العالمي بُغية مواجهة الثورة، وفق ما أورد معهد رصانة للدراسات الإيرانية.

لم يستبعِد خاتمي تخليق الفيروس بيولوجياً، وصرَّح بأنّ الأمريكيين وراءه

وهكذا تناغمت مقولاتُ رجال الدين، واتّفقت على ترويجِ دعوى تخليقِ الفيروس أمريكيّاً من أجل استهداف إيران وثورتها، ولم تقف الأمور عند هذا الحد؛ بل أخذ الكثير من رجال الدين الخروج بنظريات أثارت الكثير من ردود الفعل عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مشككين بالإجراءات العالمية التي تتخذ في سبيل مواجهة هذا الوباء، ومقللين من أهميتها.

اقرأ أيضاً: "كورونا العلماني"... كيف يرى علماء الدين في إيران فيروس كورونا؟

وفي سياق متصل، أثار مرّة أخرى رجل الدين الإيراني عباس تبريزيان، الذي يُعرف باسم "أبو الطب الإسلامي"، ضجة بنصائحه الطبية التي يرى بموجبها أنّ استخدام الكمامات للوقاية من فيروس كورونا ينبغي أن يقتصر على النساء دون الرجال لأسباب صحية، على حدّ زعمه.

كوهنسال: ادّعى أنّ لديه "علاجاً معجزة" أطلق عليه "عطر النبي" لعلاج وباء كورونا المستجد

وكتب تبريزيان على قناته على تطبيق تلغرام للتراسل يقول: "إنّ الرجال، بسبب وجوب نفقة الأسرة، عليهم أن يخرجوا من البيت ليقوموا بأنشطة كثيرة خارج البيت، لذا في حال ألزموا بتغطية وجوههم لفترات طويلة سيؤدّي ذلك إلى الإصابة بالأضرار والأمراض، نتيجة لتراكم غاز ثاني أوكسيد الكربون خلف الكمامة، بعبارة أخرى لربما يكون هذا الإجراء مؤدياً إلى الإضرار أكثر من الفوائد، لذا يُعتبر مكروهاً من الناحية الشرعية"، وفق ما أورده موقع "همشهري أونلاين" الإيراني.

اقرأ أيضاً: إيران بين مطرقة العقوبات وسندان كورونا: متى يتنفس الشعب الصعداء؟

ويواصل تبرير نصيحته هذه بالقول: "ولكن بما أنّ السيدات عادة ليس على عاتقهن واجب كسب الرزق ويتواجدن بشكل أكبر في البيوت، لذا لا مانع في استخدام الإناث للكمامات خارج البيت، بل هو ضروري، ويمكن القول إنّ احتمال إصابة الرجال بفيروس كوفيد 19 عبر الهواء ومن شخص إلى شخص آخر غير موجود بتاتاً، وهذا الأمر يخصّ النساء فقط، وينتقل أساساً من النساء إلى الرجال وذلك في حالة التماس المباشر".

 رجل الدين الإيراني عباس تبريزيان، الذي يُعرف باسم "أبو الطب الإسلامي"

وبهذا يدعو تبريزيان، وهو خريج حوزتي النجف وقم الدينيتين، النساء فقط إلى "استخدام الكمامة للتصدي لكورونا، ويستثني الرجال، ويرى أنّهم ليسوا في حاجة لاستخدام الكمامة".

وكان تبريزيان، الذي يدير مركزاً للطب التقليدي، قد أقدم في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي على إحراق كتاب دليل هاريسون للطب بحضور عدد من مؤيديه ومجموعة من طلابه، ما أثار انتقادات واسعة في إيران، بعد تداول وسائل التواصل الاجتماعي الناطقة بالفارسية الفيديو.

وقبل ذلك في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، وصف تبريزيان كتاب أساسيات الطب الداخلي بـ "الخطة للنفوذ الصهيوني والأمريكي والاستكبار العالمي" للقضاء على الثورة الإيرانية، الأمر الذي أثار احتجاجات في الأوساط العلمية خاصّة الطبية الإيرانية.

عباس موسوي: وباء كورونا ما هو إلا فيروس علماني يستهدف المجتمعات المتدينة لحرفها عن الدين

وفي واقعة أخرى، نصح الشيخ المثير للجدل الإيرانيين، بوضع كرة قطنية مغموسة في زيت البنفسج على فتحة الشرج قبل الخلود إلى النوم تقضي على فيروس كورونا.

وفي أيار (مايو) الماضي، أفادت وسائل إعلام إيرانية بهروب رجل دين إيراني أثار ضجة في البلاد، وعلى مواقع التواصل بعد أن ظهر في مقاطع مصوّرة متنقلاً بين المصابين بفيروس كورونا، مشجعاً إياهم على استنشاق زيت معطر، زاعماً أنه "زيت من النبي" يشفي المصابين.

وفي التفاصيل، صدرت مذكرة قضائية باعتقال مرتضى كوهنسال، المروّج لما يُعرف في إيران بـ "الطب الإسلامي"، والذي كان يدور على المستشفيات، ويعطي بعض "الأدوية المعجزة" للمصابين بكورونا.

وكان كوهنسال الذي ادّعى أنّ لديه "علاجاً معجزة" قد أطلق عليه "عطر النبي"، أعطى لأحد الشبان المرضى علاجه هذا قبل أن يتوفى الأخير بعد ذلك بثلاثة أيام.

وفي الوقت الذي تُعدّ فيه إيران إحدى البؤر الرئيسية لانتشار كورونا، خاصّة في الشرق الأوسط، وما زالت البلاد تسجّل أعلى إصابات بين دول المنطقة بفيروس كورونا المستجد، زعم خطيب صلاة الجمعة في مدينة قم الإيرانية، عباس موسوي مطلق، أنّ الوباء ما هو إلا فيروس "علماني يستهدف المجتمعات المتدينة لحرفها عن الدين، ويحاول بآثاره المدمرة دفعها إلى الضلال"، بحسب تعبيره.

اقرأ أيضاً: المراكز الثقافية الإيرانية في أوروبا: قوى ناعمة لدعم الميليشيات

وأصرّ خطيب الجمعة أنّ على الناس اتباع تعليمات الخبراء الدينيين في إقامة مراسم دينية هذا الشهر.

وأطلق أيضاً العديد ممن يطلق عليهم لقب رجال الدين تصريحات مثيرة للجدل، والسخرية في بعض الأحيان، حول حقيقة الفيروس أو طريقة التعامل معه، حيث انتشرت قبل شهور عبر مواقع التواصل تصريحات رجل دين إيراني متشدد، أكد أنّ ظهور فيروس كورونا المستجد، هو مقدمة لظهور المهدي المنتظر.

ولفت علي رضا بناهيان، المقرّب من المرشد الأعلى علي خامنئي، آنذاك في تصريحات لوكالة أنباء تسنيم الإيرانية إلى أنّه "وفق الروايات، فإنّ ظهور الأمراض والأوبئة، ومنها كورونا، هو مقدّمة لظهور الإمام المهدي"، ودعا الإيرانيين إلى نشر الفيروس بين الناس؛ لأنّ ذلك سيعجل بظهور المهدي، على حدّ تعبيره.

 هذا، وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية، أمس، عن وفاة 216 شخصاً وتسجيل 2333 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية.

وبحسب أرقام وإحصاءات وزارة الصحة ارتفعت حصيلة الوفيات إلى 15700 شخص، وبلغ إجمالي المصابين بالفيروس منذ بدء تفشي الوباء 291172 مصاباً.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية