القوات السودانية تقتحم مكان الاعتصام

القوات السودانية تقتحم مكان الاعتصام


03/06/2019

قتل خمسة سودانيين، على الأقل، وأصيب العشرات بالرصاص، اليوم، بعد أن اقتحمت قوات الأمن السودانية موقع اعتصام أمام مقر وزارة الدفاع في الخرطوم.

وقالت لجنة أطباء السودان المركزية: إنّ خمسة أشخاص، على الأقل، قتلوا بعدما اقتحمت قوات الأمن السودانية موقع الاعتصام وسط إطلاق نار في محاولة لفضّ الاعتصام.

المجلس العسكري ينفي محاولة فضّ الاعتصام ويؤكد أنّه استهدف عناصر إجرامية في منطقة مجاورة

واتهم "تجمع المهنيين السودانيين"، الذي يقود الاحتجاجات، المجلس العسكري الانتقالي بـ "إحضار قوات نظامية بعدد ضخم جداً لميدان الاعتصام للقيام بعملية فض ممنهج".

وقال التجمع، في بيان: "يقوم المجلس العسكري الانقلابي الآن بإبراز وجهه القميء، من خلال إحضاره قوات نظامية بعدد ضخم جداً لميدان الاعتصام للقيام بعملية فضّ ممنهج لاعتصامنا الباسل أمام القيادة العامة"، وحثّ الشعب السوداني على التوجه إلى مقرّ الاعتصام لمساعدة المحتجين هناك.

غير أنّ الناطق باسم المجلس العسكري، الفريق شمس الدين كباشي، قال: إنّ قوات الأمن لم تستهدف الاعتصام، وإنما "تحركت صباح اليوم في إطار خطة القوات الأمنية المعنية بولاية الخرطوم لفض التجمع، في منطقة قريبة منه، تسمى كولومبيا، ظلت منذ فترة طويلة بؤرة للفساد والممارسات السلبية التي تتنافى وسلوك المجتمع السوداني، وأصبحت مهدداً أمنياً كبيراً لمواطنينا".

وأضاف في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز عربية"؛ أنّ "الجيش والمواطنين وقوى الحرية والتغيير اتفقوا على أن هذه المنطقة تمثل خطراً، وتؤثر أيضاً على أمن الثوار في منطقة الاعتصام، وبناء على ذلك، قررت السلطات المعنية التحرك صوب هذه المنطقة، بما يؤدي إلى أمن وسلامة المجتمع".

ورشق محتجون، بعضهم يلوحون بأعلام السودان، قوات الأمن بالحجارة وسط دوي إطلاق مكثف للنيران، وأظهر تسجيل مصور على وسائل التواصل الاجتماعي أحد المحتجين يسقط على الأرض ويصرخ من الألم بعد إصابته بذخيرة حية فيما يبدو.

وحاولت قوات مكافحة الشغب وأفراد من قوة الدعم السريع، المتواجدون في وسط الخرطوم، منع الناس من الوصول لمكان الاحتجاج، وفق ما نقلت "رويترز"، عن شهود عيان، كما أغلقت الجسور على النيل التي تربط عدة مناطق بالعاصمة السودانية.

في المقابل؛ أغلق محتجون طرقاً في أنحاء عدة من العاصمة السودانية الخرطوم بالحجارة والإطارات المشتعلة، وفي مدينة أم درمان أيضاً، أغلقوا آلاف المحتجين من رجال ونساء طرقاً بالحجارة والإطارات المشتعلة.

وفضت قوات حكومية سودانية، اليوم، اعتصاماً بمدينة النهود بولاية غرب كردفان (جنوب).

ويعتصم مواطنو النهود أمام مقر إدارية المدينة، منذ 20 نيسان (أبريل) الماضي، لمطالبة المجلس العسكري بتسليم السلطة للمدنيين.

وقال حزب المؤتمر السوداني المعارض، في بيان مقتضب: "تمّ فضّ الاعتصام في مدينة النهود وقلعت الخيام في ميدان الاعتصام".

وأضاف البيان؛ "قوات الدعم السريع والجيش تمركزت في ساحة الاعتصام".

المحتجون وقوى معارضة وأحزاب يهددون بالعصيان المدني والتصعيد ضدّ المجلس العسكري الانتقالي

وفي ذات السياق؛ أفاد بيان الحزب بأنّ المتظاهرين خرجوا إلى الشوارع في مدينة عطبرة (شمال)، وهي المدينة التي انطلقت منها الاحتجاجات، في 19 كانون الأول (ديسمبر) الماضي.

وأضاف؛ "المتظاهرون أغلقوا شوارع المدينة احتجاجاً على فضّ الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش السوداني".

ودعت "قوى إعلان الحرية والتغيير"؛ التي تضمّ التجمع وكيانات أخرى وتفاوض المجلس الانتقالي، في بيان آخر اليوم، إلى "تصعيد ثوري سلمي، ومقاومة العنف للعمل على إسقاط المجلس العسكري"، وطالبت بـ "تترييس كلّ الشوارع بالعاصمة والأقاليم فوراً، والخروج فى مسيرات سلمية ومواكب بالأحياء والمدن والقرى".

وأعرب "حزب الأمة القومي" السوداني، بزعامة الصادق المهدي، عن "استنكاره الشديد" للهجوم على الاعتصام، وحمّل المجلس العسكري مسؤوليته، معتبراً أنّه "لم يعُد منحازاً إلى الثورة"، ودعا السودانيين إلى "النزول إلى الشوارع، وإقامة عشرات الاعتصامات داخل وخارج العاصمة، وخارج السودان، حماية لثورتنا المجيدة".

ودعا تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض، اليوم، إلى تنفيذ إضراب سياسي مفتوح، وعصيان مدني شامل، رداً على فضّ المجلس العسكري للاعتصام أمام مقرّ قيادة الجيش في الخرطوم بالقوة الجبرية.

وأضاف في بيان: "لقد أثبت المجلس العسكري الأمني الانقلابي رأينا الواضح فيه بأنه امتداد لنظام القتل والغدر ونقض المواثيق".

وتابع؛ "فقد المجلس العسكري أيّ مبرر من مبررات بقائه، وليس أمام قوى الثورة سوى مواجهته وإكمال ثورتها بإسقاطه تماماً، وإسقاط ما تبقى من نظام البشير".

ودعت قوى الإجماع الوطني الجماهير إلى "ملء الشوارع غضباً وهتافاً، ومتاريس تعمّ كلّ أرجاء البلاد، واستمرار الثورة حتى الإسقاط الكامل لآخر فرد من أفراد القتلة والمجرمين".

دولياً: قال السفير البريطاني في الخرطوم، في رسالة على حسابه على تويتر: "أشعر بقلق شديد إزاء إطلاق النار المكثف الذي أسمعه خلال الساعة الأخيرة من مقر إقامتي، وتقارير بأنّ قوات الأمن السودانية تهاجم الاعتصام مما أسفر عن سقوط ضحايا".

وكتب: "لا مبرر لهذا الهجوم، يجب أن يتوقف ذلك الآن".

بدورها، أعلنت السفارة الأمريكية في السودان، اليوم، أنّ الهجمات التي يقوم بها المجلس العسكري على المتظاهرين "يجب أن تتوقف"، معتبرة أنّ المجلس لا يمكنه "قيادة شعب السودان بشكل مسؤول".

وقالت السفارة في تغريدة على موقعها على تويتر: إنّ "الهجمات التي تقوم بها القوى الأمنية السودانية ضدّ المتظاهرين ومدنيين آخرين خطأ ويجب أن تتوقف"، واعتبر البيان أنّ "المسؤولية تقع على المجلس العسكري الانتقالي، المجلس لا يمكنه أن يقود شعب السودان بشكل مسؤول".

وعزلت قيادة الجيش عمر البشير من الرئاسة، في 11 نيسان (أبريل) الماضي، بعد ثلاثين عاماً في الحكم؛ تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر العام الماضي، تنديداً بتردي الأوضاع الاقتصادية.

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية