الشمال السوري شاهد على الانتهاكات التركية بحق الأكراد.. ما الجديد؟

الشمال السوري شاهد على الانتهاكات التركية بحق الأكراد.. ما الجديد؟


04/01/2021

نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مصاب بهوس محو الأكراد، سواء في الداخل التركي، أو لدى الجارة الجنوبية سوريا، فبعد نحو عامين من إجراءات منظّمة تنقلها المنظمات الحقوقية الكردية والأحزاب السياسية وتستغيث منها، انتقل ذلك الهوس إلى الداخل التركي في البلدات الكردية، فقد تعمّدت الحكومة طبع لافتات تستبدل بعض الحروف الكردية بالتركية.

اقرأ أيضاً: هل يقود شقيق عبد الله أوجلان المصالحة مع الأكراد؟

وربما لا يقارن التغيير البسيط الذي جرى مؤخراً في تركيا بما لاقاه آلاف الأكراد من تهجير من ديارهم في الشمال السوري، وتحديداً عفرين الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الموالية لتركيا، وتسكين غيرهم من التركمان والعراقيين والمقاتلين السوريين الموالين لها، ومن يُعتقد أنهم يعتنقون الفكر الداعشي.

غير أنّ توارد تلك الأفعال في حقّ الأكراد يعكس السيكولوجية التركية نحو كلّ ما هو كردي، ويؤكد أنّ ملايين الأكراد حول العالم ليسوا في مأمن من تركيا، إن وصل بطشها إليهم، بدعوى مواجهة الإرهاب.

وفيما تدّعي تركيا مواجهة الإرهاب في ملاحقة الأكراد، كشفت تصرّفات مجلس محلي معيّن من قبل الأتراك في مدينة "رأس العين" عن حقيقة أنّ تركيا هي التي تدعم الإرهاب، فقد طالب المجلس العراقيين المقيمين في المدينة وريفها بمراجعة "مديرية النفوس والشؤون المدنية" التابعة لهذا المجلس، لاستخراج بطاقات شخصية لهم، بحسب ما أورده موقع "سكاي نيوز".

اقرأ أيضاً: ما هي خيارات الأكراد لمواجهة العدوان التركي في شرق الفرات؟

ويشمل "المجلس المحلي" لمدينة رأس العين المرتزقة الموالين لتركيا، والذين يتوزعون على مختلف الفصائل الإخوانية والإرهابية، من هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً)، إلى داعش وميليشيات "الائتلاف السوري"، وبحسب المصدر ذاته فإنّ تلك الخطوة تكشف عن وجود مخطط لتوطين التكفيريين والدواعش العراقيين هذه المرّة، الذين توفرت لهم ملاذات آمنة في مناطق الاحتلال التركي شمالي سوريا.

فيما تدّعي تركيا مواجهة الإرهاب في ملاحقة الأكراد، كشفت تصرّفات مجلس محلي معيّن من قبل الأتراك في مدينة "رأس العين" عن حقيقة أنّ أنقرة هي التي تدعم الإرهاب

وفي تصريح لموقع "سكاي نيوز"، نفى عبد العزيز صالح، وهو رئيس بلدية رأس العين السابق ويقيم الآن في مدينة الحسكة بعد نزوح أهالي المنطقة أواخر العام الماضي من جرّاء الغزو التركي، نفى وجود عراقيين في تلك المنطقة سابقاً.

ويضيف صالح: "يا للمفارقة!.. أن يقيم سكّان رأس العين الأصليون وأهلها في المخيمات ومراكز الإيواء، بينما يتمّ تحويل مدينتهم إلى وكر لكلّ من هبّ ودبّ من الإرهابيين من كل صوب"، ويردف: إنّ سلطات "الاحتلال التركي" ومرتزقتها يقومون بالاستيلاء على ممتلكات ومنازل النازحين، ليسكن فيها المستوطنون والمتطرّفون الذين تتوزع جنسياتهم على مختلف الدول.

اقرأ أيضاً: 10 معلومات عن الديانة اليارسانية التي يعتنقها بعض الأكراد

وفي السياق ذاته، أشار حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا، في بيان له عبر صفحته على فيسبوك، أول من أمس، وهو البيان رقم 123 الذي يوثق لجرائم تركيا في مدينة عفرين السورية، تحت عنوان "عفرين تحت الاحتلال"، أشار إلى أنّ قرية قوبي- ناحية راجو، وهي إحدى القرى في المدينة التي احتلت في آذار (مارس) 2018، من قبل تركيا وميليشياتها، لم يتبقَّ فيها سوى 50 عائلة كردية، من أصل 122 عائلة كردية أصلية، ما يعني أنّ أكثر سكان القرية تمّ تهجيرهم.

ويشير البيان إلى أنه تمّ توطين حوالي 72 عائلة في المنازل المستولى عليها، و50 عائلة في خيمٍ نُصبت بأرض البيادر قرب المدرسة، من مستقدمي الغوطة وحمص وريفي حلب وإدلب، وأثناء اجتياح القرية سُرق الكثير من محتويات المنازل من قبل ميليشيا "المنتصر بالله"، وهي إحدى الميليشيات الموالية لتركيا.

وقد بدأت تلك الميليشيات منذ بداية اجتياحها مناطق الأكراد مع الجنود الأتراك بإزالة اللوحات الكردية، وتغيير أسماء الشوارع والمباني، ومنع التعامل باللغة الكردية، في إجراء ممنهج لعمليات تغيير ديموغرافي.

قرية راجو، وهي إحدى القرى في المدينة التي احتلت في آذار 2018 من قبل تركيا وميليشياتها، لم يتبقَّ فيها سوى 50 عائلة كردية، من أصل 122 عائلة كردية أصلية

وفي تركيا، وحسبما ذكر موقع "أحوال" المتخصص بالشأن التركي، فقد غيّرت السلطات البلدية في "أرتوكلو" الواقعة بمقاطعة ماردين التسميات الخاصة بالقرى ذات الأغلبية الكردية، وذلك عبر استبدال الأحرف "إكس" و"دبليو" و"كيو" المستخدمة في اللغة الكردية بالأحرف "إتش" و"في" و"كي".

وتفاعل السكان المحليّون مع التغييرات التي تمّ إجراؤها على اللافتات، بعد أن قالت البلدية عبر تويتر: "نحن مستمرون في تركيب اللوحات الدالة على الاتجاهات والمسافات"، ممّا حفز سلسلة من الردود التي أشارت إلى أنّ العديد من أسماء القرى الكردية تمّت طباعتها بشكل غير صحيح، داعين إلى إصلاحها، بحسب ما أورده موقع "سكاي نيوز".

وفي غضون ذلك، قال عضو مجلس "أرتوكلو"، محمد علي أماك: إنّ حزب الشعوب الديمقراطي سوف يتخذ خطوات لضمان تصحيح تلك اللافتات.

ونقل موقع "أحوال" عن أماك قوله: "سيكون هذا على جدول أعمالنا في أول اجتماع لمجلس الحزب هذا العام، نتوقع تصحيح هذا الخطأ".

اقرأ أيضاً: 70 % من الأكراد الشباب في تركيا يواجهون التمييز

وكان حزب "العدالة والتنمية" برئاسة رجب طيب أردوغان قد فاز بمدينة "أرتوكلو" في انتخابات آذار (مارس) 2019، بينما فاز حزب "الشعوب الديمقراطي" الموالي للأكراد بـ65 بلدية معظمها من الأكراد، في المقاطعات الشرقية والجنوبية المأهولة بالسكان.

ويدير أمناء معينون من قبل الحكومة التركية 47 بلدية من تلك البلديات، وذلك في إطار حملة أنقرة القمعية لحزب "الشعوب الديمقراطي"، الذي تتهمه بالتعاطف مع حزب "العمال الكردستاني" المحظور والعمل لصالحه.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية