السودان: 24 طفلاً يومياً ضحية للحرب.. هل من أفق للحل؟

 تتواصل دون أي أفق للحل... (24) طفلاً يومياً ضحية لحرب السودان

السودان: 24 طفلاً يومياً ضحية للحرب.. هل من أفق للحل؟


25/07/2023

مع دخول الحرب في السودان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو اليوم الـ (100)، ودخولها دوامة جديدة من العنف، شكّل الأطفال إحدى الحلقات الأكثر ضعفاً في هذه الحرب التي تتركز خصوصاً في الخرطوم وإقليم دارفور (غرب).

فقد كشف تقرير حديث لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أنّ (24) طفلاً في المتوسط كل يوم تخطفه أو تصيبه أعمال الحرب السودانية بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي حصدت آلاف الضحايا.

شكّل الأطفال إحدى الحلقات الأكثر ضعفاً في هذه الحرب التي تتركز خصوصاً في الخرطوم وإقليم دارفور

الحرب المتواصلة، بدون أيّ أفق للحل، أسفرت حتى الآن عن مقتل (3900) شخص على الأقل، بحسب منظمة (أكليد) غير الحكومية، علماً بأنّ مصادر طبية تؤكد أنّ الحصيلة الفعلية أعلى بكثير، وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة الإثنين بأنّها تلقت "تقارير عن (2500) انتهاك صارخ لحقوق الطفل، بمتوسط واحد على الأقل في الساعة". 

ورجحت في بيان أن "يكون الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير، وهذا تذكير قاتم بالأثر اليومي للأزمة على أكثر الفئات هشاشة، في بلد يحتاج فيه نحو (14) مليون طفل لدعم إنساني"، مشيرةً إلى أنّ الأرقام المتوافرة في حوزتها تؤشر إلى أنّه "قُتِل ما لا يقل عن (435) طفلاً في النزاع، وأصيب ما لا يقل عن (2025) طفلاً"، بحسب وكالة (فرانس برس).

يُعدّ السودان من أكثر دول العالم فقراً، حتى قبل اندلاع النزاع الحالي الذي دفع أكثر من (3,5) ملايين شخص للنزوح، غادر أكثر من (700) ألف منهم إلى خارج البلاد

إلى ذلك، بدأت قوى تيار (الحرية والتغيير) السوداني الأحد اجتماعات في العاصمة المصرية القاهرة، بهدف "وضع رؤية سياسية لوقف الحرب" الجارية في السودان،  ويواصل نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار لقاءاته التشاورية مع عدد من الشخصيات السياسية وغير الحزبية السودانية في القاهرة لبلورة رؤية مشتركة.

وبحسب مشاركين في اجتماعات تيار (الحرية والتغيير)، فإنّ عدد قياديي الأحزاب والقوى السياسية المشاركة في الاجتماعات يصل إلى (45) شخصاً، بينهم ياسر عرمان القيادي في قوى (الحرية والتغيير)، والناطق الرسمي باسمها.

ويُعدّ السودان من أكثر دول العالم فقراً، حتى قبل اندلاع النزاع الحالي الذي دفع أكثر من (3,5) ملايين شخص للنزوح، غادر أكثر من (700) ألف منهم إلى خارج البلاد خصوصاً دول الجوار.

أبرم طرفا النزاع هدنات عدة غالباً بوساطة الولايات المتحدة والسعودية لكنّها لم تصمد

ويحتاج أكثر من نصف عدد سكان البلاد، الذي كان يقدّر بنحو (48) مليون نسمة، إلى مساعدات إنسانية للاستمرار، في وقت تتزايد فيه التحذيرات من المجاعة في ظل نقص المواد الأساسية، وفي وقت بات فيه أكثر من ثلثي المستشفيات في مناطق القتال خارج الخدمة.

إلى ذلك، يستمر العاملون في المجال الإنساني في المطالبة سُدى بالوصول إلى مناطق القتال، ويقولون إنّ السلطات تمنع وصول المساعدات إلى الجمارك، ولا تُصدر تأشيرات دخول لعمّال الإغاثة.

وقال المجلس النروجي للاجئين في تقرير الإثنين: "تسببت الـ (100) يوم الأولى من الحرب في السودان بخسائر فادحة في أرواح المدنيين والبنية التحتية، لكنّ الأسوأ لم يأتِ بعد".

وأبرم طرفا النزاع هدنات عدة، غالباً بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، لكنّها لم تصمد، كما يحاول كل من الاتحاد الأفريقي ومنظمة (إيغاد) للتنمية بشرق أفريقيا التوسط لحلّ الأزمة.

الصفحة الرئيسية