الدوحة "طوق نجاة" لحزب الله...كيف؟

الدوحة "طوق نجاة" لحزب الله...كيف؟


10/08/2020

هو جزء من السياسة الخارجية لدولة قطر، والبند العريض في تصورها لدورها الإقليمي واستراتيجتها الأمنية، لكنّه لا يمرّ من دون تورط في دعم من يزعزعون الأمن وينشرون الخراب. وإلاّ... من المسؤول الأول عن خراب لبنان وتدميره؟ ماذا بنى حزب الله في لبنان؟ ماذا أسهم في نهضته وتنميته ورقيّه؟ ولماذا تقدّم الدوحة للحزب "طوق نجاة" في كل مرحلة تتكاثف فيها الجهود والأصوات الإقليمية والدولية لإبعاد قبضته عن رقاب اللبنانيين؟

 الكل يأمل في أن يكون حادث مرفأ بيروت الصفحة الأخيرة في عذابات اللبنانيين من فائض قوة الحزب ضدهم.

تُعيد "الميديا الأمريكية" التساؤل مجدداً عن سرّ إصرار دولة قطر على تمويل ودعم المجموعات المتطرفة

اليوم، تُعيد "الميديا الأمريكية" التساؤل مجدداً عن سرّ إصرار دولة قطر على تمويل ودعم المجموعات المتطرفة. لعلّ هذا دفع "فوكس نيوز" الأمريكية إلى الاستهجان: أليس الجنود الأمريكيون في قاعدة "العديد" في خطر حين تتواتر الأدلة على دعم الدوحة حزب الله بالمال والسلاح؟

قبل "فوكس نيوز" كشف تحقيق لصحيفة "دي تسايت" الألمانية عن وجود وثائق تثبت أنّ قطر تموّل "حزب الله" في لبنان. وقالت الصحيفة إنها حصلت على أدلة تظهر أنّ أثرياء قطريين ولبنانيين يعيشون في الدوحة يرسلون أموالاً للحزب في بيروت، بمعرفة وتأثير مسؤولين حكوميين قطريين وعبر منظمة خيرية قطرية.

قبل عامين، تساءل وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش في تغريدة له على حسابه على "تويتر":"هل يستطيع أحد إقناعنا أنّ المواطن القطري يؤيد تابعية حكومته لطهران؟ أو أنه يتعاطف مع حزب الله؟ وأنه يقف مع الحوثي في عدوانه على اليمن؟ هل يستطيع أحد إقناعنا أنّ مواقف الجزيرة المحرضة في هذه الاتجاهات تمثله؟". وتابع الوزير قائلاً: "هل المصلحة القطرية في سيادة إيران على الخليج العربي؟ هل المصلحة في تعزيز دور حزب الله في سوريا؟ وهل المصلحة في استمرار العدوان الحوثي؟ الصورة واضحة في التباين بين ما تراه الحكومة وإعلامها وبين توجّه المواطن. الجزيرة لا تتحدث باسم المواطن القطري والإعلام والمنصات والذباب الإلكتروني يبرر لسياسات أدخلت الدوحة هذا النفق".

ضد المصالح العربية!

لم يعد خافياً على المراقبين أنّ الدوحة باتت على استعداد تام لتوثيق علاقاتها بطهران وحزب الله والحوثي، من دون اكتراث في ما لو كان في هذا الأمر إضرار بالمصالح العربية. وعلى مدى سنوات كانت الاستفهامات تتوالى عن مصلحة الدوحة في تشتيت وحدة المكوّن السنّي في العراق وصرف الأموال لتقليص مصالحه ومكتسباته ووزنه في المشهد العراقي من خلال سياسة المحاور والاستقطابات مع هذا التكتل أو الحزب ضد ذاك، فما مصلحة الدوحة في أن تكون طرفاً مساهماً في هذا التشتيت عبر دعم محور طهران في المنطقة عموماً؟

اقرأ أيضاً: كم تدفع قطر لحزب الله اللبناني سنوياً؟

تسير الدوحة في سياستها الخارجية وفق نهج يقوم على مبدأ "عدو عدوي صديقي"، فإيران تناصب الخصومة لدول مجلس التعاون وتضرّ بمصالحها، بينما تجد الدوحة في طهران وأنقرة أفضل حلفائها في المنطقة.

بعد اغتيال الرئيس اللبناني، رفيق الحريري، في 2005، كانت الدوحة النافذة التي خففت عن "حزب الله" الخناق الإقليمي لتورطه في عملية الاغتيال.

في عام 2008، رعت قطر مؤتمراً ضم جميع الأطراف اللبنانية في الدوحة لإنهاء 18 شهراً من الجمود السياسي. كان الدعم القطري لحزب الله وحلفائه (كتلة 8 آذار) واضحاً. لقد "نفذت قطر في هذا الاجتماع كل مطالب الحزب، واستمر المطار والميناء والاتصالات تحت سيطرة حزب الله إلى اليوم"، كما يقول الكاتب والإعلامي عبد الرحمن الراشد.

لم يعد خافياً على المراقبين أنّ الدوحة على استعداد تام لتوثيق علاقاتها بطهران وحزب الله والحوثي من دون اكتراث لو كان في هذا الأمر إضرار بالمصالح العربية

في العام 2014، اتهمت ألمانيا قطر بشكل واضح بتمويل الإرهاب، وقال وزير التنمية الألمانية غيرد مولر: "علينا أن نسأل من يسلح ويمول مقاتلي داعش. الكلمة المفتاح هي قطر، والسؤال كيف نتعامل مع هؤلاء الأشخاص والدول سياسيا؟". وحظرت ألمانيا نشاطات "حزب الله" على أراضيها في نيسان (أبريل) 2020، بعد أن أعلنت وزارة الداخلية التنظيم "إرهابياً". وتسعى برلين لإقناع الاتحاد الأوروبي لاتخاذ خطوة شبيهة مما يسهل عليها عملها في ملاحقة عناصر "حزب الله" لديها، خصوصاً أنّ نشاطاته تمتد في شبكة أوروبية وعالمية. وبعد إعلان حظر الحزب، نفذت الشرطة الألمانية مداهمات على مساجد عدة ومراكز دينية مرتبطة بالحزب الإرهابي. 

اقرأ أيضاً: هكذا هندسَ قاسم سليماني علاقة قطر بحزب الله

وبحسب الملف الذي سلّطت "فوكس نيوز" الأضواء عليه، فإنّ "جمعيتين خيريتين قطريتين قدمتا المال لحزب الله في بيروت تحت ستار الغذاء والدواء". والجمعيتان الواردتان في الملف، وفق "فوكس نيوز"، هما؛ "جمعية الشيخ عيد بن محمد آل ثاني ومؤسسة التعليم فوق الجميع".

سفير قطر إلى بلجيكا والتستر على التمويل

وتنقل قناة "الحرة" بأنّ سفير قطر إلى بلجيكا وحلف شمال الأطلسي، عبد الرحمن بن محمد سليمان الخليفي، سعى لدفع 750 ألف يورو إلى جيسون ج. (متعاقد أمني خاص تمكّن من اختراق النشاطات القطرية لتمويل حزب الله، نسبت إليه القول إنّ "عضواً في الأسرة الحاكمة" في قطرسمح بتسليم معدات عسكرية إلى الحزب الذي تصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية) لكي يلزم الصمت بشأن دور قطر في تمويل حزب الله.

ونقلت "فوكس نيوز" عن المتعاقد الذي قال إنه عمل لصالح أجهزة استخبارات أجنبية، أنه عقد اجتماعاً مع الخليفي في كانون الثاني (يناير) 2019 في بروكسل.

اقرأ أيضاً: فوكس نيوز: قطر مولت حزب الله وعرّضت القوات الأمريكية للخطر

يذكر أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، دعا قطر في عام 2017 إلى وقف تمويل التطرف، وقال حينها: "دولة قطر.. للأسف.. لها تاريخ من تمويل الإرهاب على مستوى عال جداً". وبعد ذلك بعام، غيرت الولايات المتحدة موقفها، عندما قال ترامب خلال لقاء مع أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، إنّ الدوحة تحارب المتشددين. وأشارت "فوكس نيوز" إلى أنّ المعلومات الجديدة حول مزاعم تورط قطر في تمويل حزب الله، تثير شكوكاً جديدة حول شراكة الدوحة مع الولايات المتحدة في مجال محاربة الإرهاب. وأضافت أنّ ساسة أوروبيين بارزين دعوا خلال مقابلات أجرتها معهم، إلى حملة سريعة ضد الدعم المالي القطري للتطرف ولحزب الله.

وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، قد نقلت عن جيسون ج.، الشهر الماضي، قوله إنّ الخليفي قدم المساعدة إلى وكالة علاقات عامة ألمانية، في قضية تستر معقدة من أجل إخفاء تمويل بلاده لحزب الله، وفق ما نقلت قناة "الحرة".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية