الاخوان المسلمين والغوص في مستنقع الحرب السودانية الأسن

الاخوان المسلمين والغوص في مستنقع الحرب السودانية الأسن

الاخوان المسلمين والغوص في مستنقع الحرب السودانية الأسن


10/02/2024

يوسف عيسى عبدالكريم

في إطار التطور المتسارع لأحداث المشهد السوداني والتي باتت عصية على اللحاق طالعنا خبرا أدراج وزارة الخارجية الأميركية اسم أحمد هارون القيادي بالحركة الإسلامية والمسؤول السابق في نظام الإنقاذ ضمن برنامج مكافآت جرائم الحرب وقد رصدت خمسة ملايين دولار جائزة لمن يدلي بمعلومات حول مكان الرجل أو يساعد على الإمساك به ويعتبر هذا القرار جزء من سلسلة من القرارات السابقة استهدفت قيادات الصف الأول من الإسلاميين في السودان كأمثال الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي والضباط الرفيعين السابقين بجهاز الأمن والمخابرات السوداني صلاح قوش ومحمد العطا وطه الحسين وتعتبر تلك العقوبات ضربة قوية للإسلاميين في السودان وإشارة واضحة من الولايات المتحدة بأنها تقرأ الأوضاع في السودان بصورة جيدة وتعرف حقيقة أن الأطراف المتصارعة في الخرطوم ليست سوى مخالب قط و واجهات للنظام البائد كما انها رسالة مبطنة لقيادات الجيش السوداني بضرورة إبعاد العناصر الإسلامية من المشهد وعدم السماح لهم بالعودة مرة أخرى لدائرة الحكم.

وكذلك نحن السودانيون نعي تماما أن الإسلاميين يسعون للاستثمار في هذه الحرب والاستفادة منها حتى آخر قطرة دم سوداني تراق دون أن تأخذهم في الشعب رأفة. إن العقوبات الأمريكية المعلنة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك التكهنات التي ذهب إليها السودانيون من قبل والتي دعمتها مئات الشواهد بتورط الإسلاميين في هذا النزاع وانغماسهم في مستنقع الحرب المستعرة في السودان حتى أخمص أقدامهم . لقد تبنى الإسلاميون هذه الحرب ودعموها باعتبارها حصان طروادة الذي سيعيدهم إلى كرسي السلطة في السودان . واتضح ذلك جليا في الشعارات المرفوعة والأهازيج المنشودة والهتافات المتداولة بالإضافة لملصقات وتعليقات حسابات الذباب الإلكتروني المنتشرة في الوسائط انتشار النار في الهشيم تبث المعلومات المغلوطة وتحور الحقائق وتخدر الشارع وتوجه الرأي العام في اتجاه الدفع بخيار الحرب للأمام متخفية خلف حناجر صدئة ما زالت تصدح بأسطوانة مشروخة وأبواق ناعقة كغربان البين تنذر بالشؤم في كل بث حي تطلقه أمثال الانصرافي وعمسيب ومن يشابهونهم في القول والمضمون.

إن من منع البرهان من قبول كل الحلول والمبادرات لإيقاف هذه الحرب اللعينة في الفترة السابقة هو ذات الطرف الذي اتخذ قرار إطالة أمد هذه الحرب وعمل على إذكاء نارها المستعرة باستنفار الشارع وتجنيد الشباب وفتح المعسكرات للنساء وتسليح الناس وإطلاق حملات المقاومة الشعبية وهو الذي أطلق على الكتائب المساندة للجيش أسماء من أدبيات وقواميس التيار الإسلامي كالبراء ابن مالك و النصرة . إنه الطرف نفسه الذي اتخذ قرار إخراج البرهان من القيادة العامة ولعب بورقة ذهابه لنيويورك واستثمر فيها سياسيا و تاجر دون حياء في الحرب في وقت تتساقط فيه القذائف والدانات على رؤوس الأبرياء والأوضاع في السودان لا تزال كما هي لا تبارح مكانها ولا تسفر عن منتصر.

إن حقيقة الوضع في السودان هي صراع بين مشروعين .

مشروع وطني ينادى بمدنية الدولة ويسعي لإقامة دولة سودانية مدنية مرتكزة على التطور المتواصل منذ الاستقلال. ومشروع الدولة الدينية الذي يقوم على فكرة أن السودان جزء من مشروع ايدلوجي كبير. وان لديه رسالة تتجاوز حدوده الجغرافية وتتماهى مع مشاريع أخرى شبيهة في المنطقة والعالم . بغض النظر عن هوية مواطنيه او طموحاتهم أو أحلامهم .

مشروع يرى ضرورة إعادة صياغة الإنسان السوداني ليتماشى مع أدبيات و فلسفة المشروع الإسلامي الهلامي. إن الشارع السوداني يجد نفسه اليوم وفي هذه اللحظة وبدافع من خوفه على مستقبل دولته وحرصا منه على أن لا تتسلط عليه هذه الشرذمة مجددا يقف مع الإدارة الأمريكية في خندق واحد مطالب المجتمع الدولي بإيقاع أقصى العقوبات على قيادات هذه العصابة المتسلطة وكل من يعمل معها على توسيع رقعة الحرب في السودان.

عن "الراكوبة"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية