الإمارات على الطاولة العالمية لمواجهة التغير المناخي

الإمارات على الطاولة العالمية لمواجهة التغير المناخي


04/04/2021

تنعقد اليوم قمة رفيعة المستوى في أبو ظبي لدفع العمل العالمي ضد تغير المناخ. ويشارك في الحوار الإقليمي لدول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعمل المناخي، جون كيري، المبعوث الأمريكي الخاص المعني بالتغير المناخي، وزيارته الحالية إلى أبوظبي هي الأولى للمنطقة منذ تعيينه في منصبه الجديد في إدارة جو بايدن.

يُنظر إلى تغير المناخ في الإمارات منذ فترة طويلة على أنه تحدٍ مُلِحٌّ يجب مواجهته، جنباً إلى جنب مع المجتمع العالمي بأسره

 سيوفر الحوار الإقليمي معاينة مهمة للمحادثات التي ستجرى في وقت لاحق من هذا الشهر في قمة المناخ الأخرى، التي ستعقد في واشنطن. سيشهد اللقاء اجتماع 40 من القادة، بمن فيهم قادة الإمارات والمملكة العربية السعودية، لإعادة التفكير في النهج العالمي لما يعد أحد أهم التحديات في حياتنا-ارتفاع غير مستدام في درجة حرارة الكوكب؛ الذي يهدد حياة وسبل عيش الملايين من الناس. وتمثل الدعوة الموجهة إلى الإمارات والسعودية المرة الأولى التي تحصل فيها دول عربية على مثل هذا المقعد البارز على طاولة المباحثات العالمية المتعلقة بالمناخ، بحسب تقرير نشرته صحيفة "ذا ناشونال".

دور قيادي

تعهدت الدولتان الخليجيتان بالتزامات غير مسبوقة للحد من انبعاثات الكربون. تقوم الإمارات بتضمين الطاقة المتجددة كجزء أساسي من شبكة الطاقة الوطنية، وتهدف إلى خفض الانبعاثات بمقدار الربع بحلول عام 2030، وتبوّأت موقع الريادة الإقليمية ضمن اتفاقية باريس للتغير المناخي- إذْ كانت الإمارات العربية المتحدة أول دولة خليجية تُوقّع عليها. ويعكس هذا الدور القيادي واقع العيش في منطقة ترتفع فيها درجات الحرارة بشدة، بينما تعدّ موارد الماء باهظة.

ويُنظر إلى تغير المناخ في الإمارات منذ فترة طويلة على أنه تحدٍ مُلِحٌّ يجب مواجهته، جنباً إلى جنب مع المجتمع العالمي بأسره. وقد شهدت قمة الأمم المتحدة للعمل المناخي لعام 2019، على سبيل المثال، اتفاق أكثر من 60 دولة و 90 شركة كبرى و 100 مدينة على تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050. ومع ذلك، فإنّ هذه الالتزامات ليست كافية لتخفيف الضرر الذي يحدث يومياً بسبب تغيّر مناخ كوكب الأرض.

ومع ذلك، يمكن القول إنّ المستويات الكافية من العمل تتطلب فقط المزيد من الوعي والمشاركة الشاملة بالإضافة إلى المستويات الضرورية من الدعم المالي الموجه نحوها. بالنسبة للبعض، لا تزال هذه الرسالة لا تصل، ويتم التقليل من أولويّتها، وربما هذا هو السبب الذي يجعل القمم المناخية ضرورية، بحسب "ذا ناشونال"؛ وذلك للاستمرار في تسليط الضوء على الفرص والتحديات التي نواجهها، وبطريقة يتم فيها تأطير المحادثات بشكل شامل.

تقوم الإمارات بتضمين الطاقة المتجددة كجزء أساسي من شبكة الطاقة الوطنية، وتهدف إلى خفض انبعاثات الكربون بمقدار الربع بحلول عام 2030

ولطالما نظرت الإمارات العربية المتحدة، على سبيل المثال، إلى العمل المناخي على أنه فرصة للنمو وتنويع اقتصادها وخلق فرص عمل للجيل القادم، مع المساهمة في حلول عملية لمشكلة عالمية، وهي تتطلع أيضاً إلى اجتماع التغير المناخي في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل في غلاسكو، الذي يؤمّل فيه توسيع روح التعاون حول هذه القضية المهمّة.

ومن خلال القدوم إلى أبو ظبي، ودعوة الإمارات والسعودية لحضور اجتماع هذا الشهر في واشنطن، يوضح جون كيري والرئيس جو بايدن أيضاً تركيز الولايات المتحدة الشديد على العمل المناخي وإنشاء منصة للتعاون الحقيقي.

زيارة أكبر حديقة للطاقة الشمسية

وكان جون كيري زار أمس حديقة نور الشمسية في أبوظبي، في اليوم الأول من رحلته إلى الإمارات. وقد تجوّل المبعوث الرئاسي الخاص بالمناخ بطائرة هليكوبتر في المنشأة، التي تعد أكبر حديقة للطاقة الشمسية في موقع واحد في العالم. ونشر مكتب المبعوث الإماراتي الخاص لتغير المناخ الوزير سلطان الجابر الذي رافق كيري صوراً للجولة، وكتب مكتبه: "هذا المشروع يمكّن الإمارات من بلوغ أهداف طموحة في مجال الطاقة المتجددة". كما عُرض على كيري لاحقاً مشروع رئيسي آخر للطاقة الشمسية، شمس 1، جنوب مدينة زايد في منطقة الظفرة، التابعة لإمارة أبوظبي.

وقد تعهد كيري بالتعويض بسرعة عن "السنوات الضائعة" لأمريكا في الكفاح من أجل حماية البيئة.

وتقول "ذا ناشونال" إنّ الإمارات العربية لديها خطط طموحة لزيادة كمية الطاقة التي تولدها من مصادر متجددة بشكل سريع. وفي نهاية عام 2020، بلغت الطاقة المتجددة للبلاد 2.3 جيجاوات. ومن المتوقع أن يقفز الرقم إلى 9 جيجاوات بحلول عام 2025. وإلى جانب منشأة نور للطاقة الشمسية، التي بدأت في توليد الطاقة في عام 2019، هناك أربعة مشاريع جديدة من شأنها أن تدفع هذا النمو، أكبرها هو مشروع الظفرة للطاقة الشمسية-2 جيجاوات، والذي يقع على بعد 50 كيلومتراً خارج العاصمة. ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل هذا المرفق بكامل طاقته في عام 2022 وسيولد كهرباء تكفي لنحو 160 ألف منزل. وتمتلك دبي حالياً أكثر من 1 جيجاوات من السعة المركبة- وكلها تأتي من ثلاث مراحل في مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية.

اقرأ أيضاً: هل للدين دور حاسم في مواجهة التغير المناخي؟

يقود كيري الجهود لحمل البلدان على الالتزام بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى الصفر بحلول منتصف القرن تقريباً. وقد دعا الرئيس بايدن إلى عقد قمة تضم 40 زعيماً بما في ذلك الهند والصين في 22 و 23 نيسان (أبريل) الجاري. وفي وقت لاحق من هذا العام، سيجتمع قادة العالم في قمة الأمم المتحدة للمناخ في غلاسكو؛ للبناء على اتفاق باريس لعام 2015 لوقف الزيادة في درجات الحرارة العالمية عند مستويات من شأنها تجنب أسوأ آثار تغير المناخ.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية