الإمارات.. جهود حثيثة لإحلال السلام في ليبيا

الإمارات.. جهود حثيثة لإحلال السلام في ليبيا


21/09/2020

الحبيب الأسود

تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة بكل قواها إلى تحقيق السلام في ليبيا والمنطقة والعالم، وتبذل قصارى جهدها من أجل تحقيق هذا الهدف السامي، الذي يعبر عن مواقفها النبيلة، ودفاعها عن ثوابت الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وينظر الليبيون إلى الدور الإماراتي على أنه دور الشقيق الوفي لخياراته، والمنطلق من قيم عربية وإسلامية وإنسانية صادقة، تنبذ التطرف والإرهاب والتدخل الأجنبي في بلادهم، وتدفع نحو الأمن والسلام وإعادة السيادة للدولة الليبية، وحماية وحدة أراضيها من التقسيم ومقدراتها من النهب وقرارها السياسي من الاختطاف من قبل الجماعات الإرهابية ورعاتهم الإقليميين والدوليين.

موقف واضح

ويرى الليبيون أن موقف الإمارات كان واضحاً منذ البداية في تأكيده على نصرة الشعب ومساندته على طريق بناء الدولة الوطنية المدنية الحديثة، والديمقراطية الخالية من التطرف، والمساهمة في تحقيق الاستقرار الإقليمي، وفي تكريس قيم الوسطية والاعتدال، والقادرة على توفير طموحات أبنائها في الحرية والتقدم والرفاه.

وشددت القيادة الإماراتية الرشيدة في أكثر من مناسبة على «حرص دولة الإمارات رئيساً وحكومة وشعباً على استقرار الوضع الأمني والسياسي للشعب الليبي»، تعبيراً منها عن عمق العلاقات بين الشعبين الشقيقين، ودفاعاً عن حق الشعب الليبي في الاستقرار، بما يعيد لبلاده دورها ومكانتها سواء في منظومة العمل العربي والأفريقي والمتوسطي والدولي، أم في خدمة مواطنيها وتمكينهم من الحياة الكريمة التي يطمحون إليها، وحرمتهم منها سنوات الاقتتال الأهلي والصراعات السياسية.

كما أكدت القيادة الإماراتية أن «التزام دولة الإمارات بدعم واستقرار ليبيا ينطلق من انتمائها العربي والإسلامي»، وأكدت أن «الأمن والاستقرار حجر الأساس الذي لا يمكن البناء والتطور دونه».

وقد ترجمت الإمارات موقفها الداعم للسلام في ليبيا، برفضها المطلق لحكم الميليشيات الخارجة عن القانون، ولجرائم الجماعات الإرهابية في مختلف أرجاء البلاد، والتي انتشرت بشكل واسع بعد الإطاحة بالنظام السابق، من أجل تحويل ليبيا إلى بؤرة للتطرف والإرهاب، وخدمة أجندات تصب في مصلحة جماعات متشددة، مرتبطة بمحاور تهدف إلى ضرب سيادة الدول وتمزيق نسيجها الاجتماعي، لتسهيل السيطرة على مقدراتها والمواقع الجغرافية والاستراتيجية.

وعندما شهدت طرابلس انقلاب الإخوان على نتائج الانتخابات البرلمانية للعام 2014 عبر منظومة «فجر ليبيا» الإرهابية، انحازت الإمارات إلى إرادة الشعب الليبي ومؤسساته الوطنية، وأكدت دعمها للحرب على الإرهاب، وهو ما أشاد به رئيس مجلس النواب المنتخب المستشار عقيلة صالح بقوله إن «الإمارات عبرت عن استعدادها لوضع كل إمكانياتها تحت تصرف الشعب الليبي لمساعدته على استرجاع حقوقه الوطنية وتحقيق السلام المنشود».

وعندما احتضنت الصخيرات المغربية حوار الفرقاء في العام 2015، كانت الإمارات من أول الدول الداعمة للحل السياسي، إذ سعت الإمارات إلى تقريب وجهات النظر بين أطراف النزاع.

موقف إيجابي

وقفت الإمارات موقفاً إيجابياً من كل المبادرات الإقليمية والدولية لحل النزاع في ليبيا، وكان لها دور مساند للجهود المبذولة في مؤتمر باريس في مايو 2018، ومؤتمر باليرمو في نوفمبر من العام ذاته، وقدمت الدعم الكامل للبعثة الأممية إلى ليبيا.

وفي 19 يناير الماضي، وبمناسبة مؤتمر برلين، أكدت دولة الإمارات دعمها تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، على أساس عدم التدخل في شؤونها الداخلية. وأكدت خلال المؤتمر أن «رسالتها دائماً للعالم رسالة سلام وتنمية، وتدعم تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا الشقيقة، القائم على عدم التدخل في شؤونها الداخلية ومساعدة الشعب الليبي الشقيق، ودعم طموحاته المشروعة في ترسيخ دعائم دولته الوطنية، وتحقيقه الوحدة والتنمية».

تبنت الإمارات مخرجات مؤتمر برلين، ودعت إلى تطبيقها بحذافيرها، كما ساندت جميع المبادرات التي تصب في هذا الاتجاه، ومنها إعلان القاهرة الصادر في السادس من يونيو الماضي، حيث أكدت الإمارات دعمها للمبادرة المصرية لإرساء السلام في ليبيا وحل الأزمة نهائياً.

رفض قاطع

وقال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب طلال الميهوب: «نثمّن الدور الإماراتي والمصري ضد التدخل التركي في الشؤون الليبية، والدعم اللا محدود للمرتزقة في طرابلس، وكذلك الدول الصديقة التي لبت الدعوة المصرية الإماراتية للحد من التدخل التركي في الداخل الليبي».

روح السلام

يعد موقف الإمارات من الأزمة الليبية موقف القوة الإقليمية المعبرة عن روح السلام والعاملة من أجله، والتي تدفع إلى اعتماد شروطه الموضوعية وهي محاصرة الإرهاب، وحل الميليشيات، وحصر السلاح المنفلت في يد الدولة، ومنع القوى الخارجية من التدخل في شؤون ليبيا، وخاصة التدخل التركي السافر الذي كانت الإمارات من أول الداعين إلى وقفه، والتصدي المبكر لنتائجه الكارثية، ليس على ليبيا فقط، وإنما على دول الجوار.

عن "البيان" الإماراتية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية