الإخوان المسلمون: مغالطات واتهامات بالتآمر وتحذيرات وجدل في أوروبا

الإخوان المسلمون: مغالطات واتهامات بالتآمر وتحذيرات وجدل في أوروبا


04/04/2021

مارست جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، حملة دعائية، تفتقد إلى أبسط قواعد الموضوعية، فيما يتعلق باتفاقية التعاون الدفاعي، بين الأردن والولايات المتحدة، وفي اليمن أشارت تقارير إلى تورّط التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسي للإخوان، في عملية اغتيال اللواء الركن أمين الوائلي، القائم بأعمال قائد المنطقة العسكرية السادسة، وعلى صعيد المواجهة الأوروبية للإخوان المسلمين، حذر رئيس لجنة مكافحة الإرهاب، في البرلمان البلجيكي، كوين ميتسو، من خطر التهديدات الإرهابية، التي قد تنتج عن عدم الحسم مع الإخوان المسلمين، وفي السياق نفسه، رفض وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانين، قيام بلدية ستراسبورغ بتقديم منحة مالية، لمجموعة مللي جوروش الإخوانية، وطالب المحكمة الإدارية بوقف هذا الدعم.

الإخوان المسلمون بالأردن ونهج المغالطات

هجوم دعائي كبير، لحزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسي للإخوان المسلمين في الأردن، استهدف اتفاقية التعاون الدفاعي، بين واشنطن وعمّان، حيث تجاهل بيان الحزب النصوص الأصليّة للاتفاقية، والتي ترتكز على المشروعات التدريبية المشتركة، الخاصّة بتعزيز النظم الدفاعية، وفقاً لشروط القانون الأردني، واستخدم نوعاً من التحريض الشعبوي، زعم فيه أنّ الاتفاقية تمثل نوعاً من "الاعتداء الصارخ على السيادة الأردنية، واستباحة أمريكية كاملة للأرض والأجواء الأردنية، دون أيّ قيود"، على الرغم من ورود بنود صريحة تؤكّد احترام السيادة الوطنية، وعدم إجازة أيّ أعمال قتالية على الأراضي الأردنية.

بيان جبهة العمل الإسلامي، زعم أنّ الاتفاقية تهدر أموال الأردنيين، بتقديم إعفاءات ضريبية، دون أن يذكر أنّ هذه الإعفاءات هي في الأصل على أموال أمريكية، ممنوحة لبرنامج الدعم ضمن الاتفاقية، بما يتفق مع مخرجات اتفاقية فيينا، وذلك ضمن نحو 400 مليون دولار، تقدمها الولايات المتحدة سنوياً للأردن، وفي نوع من المراوغة، زعم البيان أنّ الاتفاقية تجيز "للبواخر والطائرات الأمريكية، انتهاك سيادة الأردن"، في حين أكّدت الاتفاقية، على ضرورة موافقة السلطات الأردنية، على دخول البواخر والطائرات الأمريكية لمياهها الإقليمية وأراضيها.

إخوان اليمن عقبة أمام الاستقرار

في بيان رسمي، أعلنت المقاومة الوطنية اليمنية، التي يتزعمها العميد طارق صالح، عن تشكيل ذراع سياسي لها، بوصفه "ضرورة وطنية، تواكب تطورات المشهد اليمني"، وهو الأمر الذي قابلته جماعة الإخوان المسلمين، ممثلة في حزب التجمع اليمني للإصلاح، بنوع من العداء، باعتبار أنّ هذا الجناح السياسي الجديد، المدعوم بذراع سياسي، يمثل منافساً قوياً لها في الشمال.

اتجهت أصابع الاتهام إلى حزب الإصلاح باليمن في حادثة مقتل اللواء الركن أمين الوائلي

وفي مأرب، تتواصل دعوات التدخل التركي، لمساندة حزب الإصلاح، لمنع استعادة صنعاء لمدينة مأرب، بوصفها آخر معاقل الإخوان في الشمال الشرقي، وهو الأمر الذي وصفه المحلل السياسي اليمني، طالب الحسني، بـــ"الخلل الاستراتيجي في الخطاب السياسي للإصلاح، فهي من جهة دعوات يائسة، وفي الوقت الضائع، ومن غير الواقعي أن تستجيب لها تركيا، لحسابات تتعلق بصعوبة الوصول إلى هذه المنطقة الصحراوية، والتي تبعد عن ساحل البحر العربي أكثر من 200 كيلو متر، ومن جهة أخرى تستفز السعودية".

من جانبه أكّد الناطق الرسمي، للمنطقة العسكرية الرابعة، محمد النقيب، أنّ "ميليشيا الإخوان استغلت عاصفة الحزم؛ لاستنزاف التحالف، وتشتيت كل الجهود، الرامية إلى تحرير الشمال من الحوثيين". لافتاً إلى أنّه "كان من الطبيعي أن تنتصر عاصفة الحزم في الجنوب، وتتصادم مع رياح إخوانية معاكسة في الشمال، تستنزفها وتشتت مفعولها حتى اليوم".

حذّر رئيس لجنة مكافحة الإرهاب بالبرلمان البلجيكي من خطر التهديدات الإرهابية بعدم الحسم مع جماعة الإخوان

وعلى صعيد عمليات الاغتيال السياسي، اتجهت أصابع الاتهام، إلى حزب الإصلاح، في حادثة مقتل اللواء الركن أمين الوائلي، القائم بأعمال قائد المنطقة العسكرية السادسة، عبر تقديم إحداثيات موقعه لميليشيا الحوثي، والتي استهدفت الموقع بقذيفة مدفعية أثناء تواجده في نخلا.

اقرأ أيضاً: "الإخوان"... العودة إلى الشتات

الوائلي، كان على خلاف مع حزب الإصلاح، ورغم رفض الذراع الإخواني تعيينه قائداً للمنطقة السادسة، أصرّ رئيس الأركان، الفريق صغير بن عزيز، على ذلك بديلاً للإخواني، أبو منير الذيباني، الأمر الذي أغضب الجماعة، ما عزز اتهامات عمر سقاف، قائد جبهة العلم، بالتدبير لاغتياله، وهو الذي استدعاه للمنطقة، وتسليم الحوثيين إحداثيات موقعه.

جدل في بلجيكا حول الإخوان

حذّر رئيس لجنة مكافحة الإرهاب، في البرلمان البلجيكي، كوين ميتسو، من خطر التهديدات الإرهابية، التي قد تنتج عن عدم الحسم مع جماعة الإخوان المسلمين، مؤكداً "أنّ أوروبا تواجه أخطاراً عدة، أهمها إعادة تشكل الإسلام السياسي وتغلغله"، مضيفاً "ما يخيف كذلك، هو إطلاق سراح أكثر من 400 من المتهمين بالتطرف من السجون البلجيكية، وعدم متابعتهم بما يكفي، نظراً لقلة الوسائل القانونية والمادية المتاحة لذلك، وكثرة عددهم". وقدم ميتسو 50 توصية، أبرزها ضرورة وضع الإخوان المسلمين، على القوائم السوداء.

من جهته، اعتبر وزير الهجرة السابق، النائب تيو فرانكن، أنّ جماعة الإخوان تمثل خطراً على أوروبا، ذلك أنّها المصدر الرئيسي لانتشار الأفكار المتشدّدة، والأيديولوجيا الدينية المتطرفة، منوهاً إلى ضرورة "التكاتف بين مختلف الفئات والناشطين؛ لمواجهة هذا الخطر، خاصّة وأنّ تلك الجماعة، لديها إمكانات مالية ضخمة، تساعدها على الوجود والتغلغل القوي".

دراسة جديدة تحذر من الإخوان

نشر مركز تريندز للبحوث والاستشارات، عرضاً لكتاب: "الانفصالية الإسلامية: بيان للعلمانية"،  لمؤلفه جيرالد دارمانين، الذي يشغل حالياً، منصب وزير الداخلية، في حكومة جان كاستيكس.

الكاتب أرجع الأزمة التي تعانيها العلمانية في فرنسا، إلى "تراجع الجمهورية عن اضطلاعها بأدوارها الاجتماعية، ما أنتج ظرفاً مِثالياً للفكر الإسلاموي، حيث استغل الإخوان المسلمون، وجماعات الإسلام السياسي هذا الفراغ، للتمدد في النسيج المجتمعي الفرنسي".

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: صراعات داخلية وانقسامات تضرب الجماعة من تركيا إلى المغرب

ويقول دارمانين إنّ ما دفعه إلى كتابة هذه الدراسة، هي "التطورات التي عرفتها فرنسا، خاصّة بعد حادثة مقتل المدرس، صامويل باتي، على يد شاب من أصول شيشانية، وما أثارته الجريمة من ردود أفعال واسعة، داخل أوروبا بشكل عام، وفي فرنسا بصورة خاصّة".

الدراسة تطرقت كذلك، إلى التحديات التي يواجهها المسلمون في أوروبا بشكل عام، وفرنسا على وجه الخصوص، وجملة الإشكاليات التي نتجت عن عدم وجود سلطة دينية توجيهية موحدة؛ ما أدى إلى تصاعد دور التيارات الإسلاموية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، التي عزلت المسلمين عن واقعهم الأوروبي، وقيمه الحداثية، وخلقت مجتمعات موازية مغلقة، أصبحت بيئة خصبة لنمو أفكار الكراهية والإرهاب.

بناء مسجد يثير الجدل في فرنسا

حالة من الجدل اندلعت في فرنسا، إثر خلاف حاد نشب بين وزارة الداخلية، والسلطات البلدية في ستراسبورغ، بشأن مشروع بناء أحد المساجد هناك.

الداخلية الفرنسية اتهمت بلدية ستراسبورغ، باستخدام المال العام، لتمويل تدخل أجنبي، على أراضي الجمهورية الفرنسية.

اقرأ أيضاً: كيف استقبل المصريون دعوات الإخوان للمصالحة؟

ووفقاً لما جاء في موقع "فرانس 24"، فإنّ بلدية ستراسبورغ وافقت على منحة قدرها 2.5 مليون يورو، لحركة مللي جوروش التركية، التابعة لجماعة الإخوان، وذلك على الرغم من رفض الحركة، التوقيع على ميثاق مكافحة التطرف، الذي طالب به الرئيس ماكرون.

من جهته، هاجم وزير الداخلية جيرالد دارمانين، مجموعة مللي جوروش، قائلاً: "نعتقد أنّ هذه الجمعية، لم تعد قادرة على أن تكون من بين ممثلي الإسلام في فرنسا"، مضيفاً " بلدية ستراسبورغ، يجب ألا تمول التدخل الأجنبي على أراضينا، لقد طلبت من الممثل الإقليمي للحكومة، تقديم شكوى إلى المحكمة الإدارية لوقف هذا الدعم".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية