الإخوان المسلمون: صراع على حكم التنظيم وأكاذيب إعلامية وصحوة في أوروبا

الإخوان المسلمون: صراع على حكم التنظيم وأكاذيب إعلامية وصحوة في أوروبا


12/04/2021

يحاول إبراهيم منير، القائم بأعمال الرجل الأول في الإخوان المسلمين، بسط هيمنته على أذرع الجماعة، واستغلال الإجراءات التركية الأخيرة، للتخلص من العناصر المناوئة له، بينما واصلت قناة مكملين، الذراع الإعلامي للإخوان في تركيا، أكاذيبها ودعايتها المكشوفة، وفي اليمن، دشن الإخوان كياناً جديداً، بدعم من جهات خارجية، لمواصلة التمدد السياسي، بينما مضت المملكة العربية السعودية بحملاتها الداخلية، لمواجهة الفكر الإخواني، وفي أوروبا، تابعت مراكز البحوث والهيئات السياسية، انتفاضتها لمواجهة الإخوان المسلمين.

الإخوان في تركيا بين الارتباك والمغالطات

الارتباك هو سيد الموقف بين فلول الجماعة الهاربة في تركيا، في ظل المتغيرات الجديدة، في أطر العلاقات بين أنقرة والقاهرة، الأمر الذي يمكن ملاحظته في العدد الكبير من الاجتماعات، التي عقدها الإخوان، على مستوى قيادات التنظيم الدولي، لبحث مستجدات التضييق التركي على المنابر الإعلامية الإخوانية، ما دفع إبراهيم منير، نائب المرشد، والقائم بأعمال الرجل الأول، إلى اقتراح حل اللجنة التي تتولى إدارة التنظيم في إسطنبول، والتي يترأسها حلمي الجزار، ما أغضب عدداً كبيراً من القيادات، التي تفهمت رغبة منير في التخلص من الجناح المناوئ له، وذلك باستغلال الظرف الراهن، للانفراد بالسلطة، ما دفعها إلى مناقشة عدة إجراءات تصعيدية، قد تصل إلى المطالبة بعزل منير.

أكاذيب إعلامية جديدة لقناة مكملين

من جهتها، واصلت قناة مكملين، الذراع السياسي للإخوان في تركيا، مغالطاتها المكشوفة، ودس الأكاذيب في خطابها الدعائي، والذي وإن انخفضت وتيرته، لكنّه ظلّ يحمل نفس المنهاجية السابقة، ففي أعقاب الجنازة العسكرية التي أقيمت لرئيس الوزراء الراحل، الدكتور كمال الجنزوري، قال الإعلامي، محمد ناصر، في برنامجه، مصر النهاردة، إنّ الجنازة العسكرية تقام "للشهداء من الضباط والصف والجنود، الذين سقطوا خلال أداء واجبهم الوطني.. ولمن شغلوا المناصب القيادية والتعبوية، داخل القوات المسلحة، مثل منصب وزير الدفاع، ورئيس الأركان وقادة الأفرع الرئيسية، وكل من حصل على رتبة الفريق"، قبل أن يتساءل في تهكم: هل تقام للمدنيين جنازات عسكرية؟

المتغيرات الجديدة بين أنقرة والقاهرة دفعت إبراهيم منير لاقتراح حل اللجنة التي تتولى إدارة التنظيم بإسطنبول

ما يجهله ناصر أو تعمد إخفاءه، أنّ رئيس وزراء مصر الأسبق، أقيمت له جنازة عسكرية، بسبب حصوله على قلادة الجمهورية، وبالتالي تحقق شرط الحصول على أرفع الأوسمة في مصر، مثلما حدث مع الدكتور أحمد زويل، والمهندس عبدالعزيز حجازي، والشاعر عبدالرحمن الأبنودي، والأديب نجيب محفوظ، والدكتور بطرس غالي، وغيرهم.

وفي برنامج، حياة الناس، على قناة مكملين، قال الإعلامي الإخواني حسام الشوربجي: "ليه إحنا مش متحركين زي الدول اللي أقل مننا، ومستنيين إن الدول تمن علينا بشوية لقاحات.. هو احنا هنفضل عايشين على الشحاتة كده كتير".

والحقيقة أنّ مصر تعاقدت على شراء ملايين الجرعات من اللقاحات المختلفة، وبدأت في تنفيذ خطة واسعة، لتلقيح مواطنيها على نطاق كبير.

كما ادعى الإعلامي الإخواني، أحمد سمير، أنّ السفن التي تعطلت في قناة السويس، لديها بوالص تأمين، وأنّ هيئة قناة السويس، سوف تتحمل تعويضات بمبالغ هائلة، في حين أنّ خطوط إيفر جيفن، التي تدير السفينة، اعترفت بالمسؤولية الكاملة عن الأزمة، ما يعني أنّ مصر لا تتحمل خطأ جنوح السفينة، كما أنّ شركة، شوي كيسن كايشا، اليابانية، التي تؤول إليها ملكية السفينة الجانحة، أكّدت تحملها نفقات عملية التعويم، وتكاليف الإصلاح، كما أقرّ وكلاء التأمين أنّ مصر يحق لها مطالبة الشركة المالكة، بتعويضات عن فاقد الإيرادات.

إخوان اليمن على طريق الإرهاب

يبدو أنّ مؤامرات الإخوان في اليمن، سوف تتواصل في الفترة المقبلة، وسط أنباء أكدت ضلوع التنظيم، بالتعاون مع جهات خارجية، في إنشاء مكون سياسي جديد، لاستيعاب قيادات الإخوان المسلمين، المصنفين كشخصيات معتدلة، من أمثال: حميد الأحمر، وأحمد العيسي، وعبد العزيز جباري، وأحمد الميسري، ونبيل الفقير، وتشكيل ما يعرف بمجلس الإنقاذ الوطني، والترويج له إعلامياً، كذراع إخواني خفي، يجري استخدامه وتوظيفه عند الحاجة.

واصلت قناة مكملين في تركيا مغالطاتها المكشوفة ودس الأكاذيب في خطابها الدعائي ضد مصر

على صعيد آخر، شهدت محافظة أبين، المركز السابق لتنظيم القاعدة، تحركات غير مسبوقة لعناصر التنظيم الإرهابي، التي انتشرت في المناطق الوسطى، قبل أن تبدأ في شن عدة هجمات، وسط أنباء عن تخلي فصائل تابعة لميليشيات الإصلاح الإخوانية، عن أحد معسكراتها لتنظيم القاعدة، في منطقة مرة شرق عتق.

من جهة أخرى، شنت فصائل الإصلاح، هجوماً دعائياً لتبرير الهزائم التي منيت بها الفصائل الإخوانية في مأرب، وفشلها في الوصول إلى ريف تعز الساحلي، لكن مزاعم الإصلاح لم تجد آذاناً صاغية، فعاد الحزب واتهم فصائل الانتقالي، المتمركزة عند الطرف الآخر، من الريف الجنوبي الغربي لتعز، بالتآمر ضده، وهو ما قابله محللون بنوع من السخرية.

السعودية تواصل حملة التوعية ضد الإخوان

واصلت المؤسسات السعودية المختلفة، تنظيم حملات التوعية، في مواجهة الفكر الإخواني، حيث نظمت جامعة الملك فهد، للبترول والمعادن، فعاليات ندوة بعنوان: "وقفات مع بيان هيئة كبار العلماء، والتحذير من جماعة الإخوان الإرهابية"، وجرى ذلك بالتعاون والتنسيق مع وزارة التعليم، ووزارة الشؤون الإسلامية.

ناقش مركز بروكسل الدولي للبحوث وحقوق الإنسان خطر جماعة الإخوان المسلمين على القيم الديمقراطية الأوروبية

الندوة تضمنت، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية، "التوعية بخطورة الأفكار والجماعات المتطرفة، التي تهدد أمن الوطن واستقراره، والتوعية بأهمية بيان هيئة كبار العلماء، الذي حذر من جماعة الإخوان، التي تتبع أهدافها الحزبية، المخالفة لهدي الدين الحنيف، والأفكار المتطرفة لدى جماعة الإخوان".

وفي السياق نفسه، نظمت جامعة الأمير سطام، بالتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية، والدعوة والإرشاد، ووزارة التعليم ندوة لمواجهة أخطار الفكر الإخواني، شارك فيها وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الدكتور محمد العقيل.

أوروبا تنتفض في مواجهة الإخوان

ناقش مركز بروكسل الدولي، للبحوث وحقوق الإنسان، الخطر الذي تمثله جماعة الإخوان المسلمين، على القيم الديمقراطية الأوروبية، وذلك بمناسبة الذكرى الخامسة للهجمات الإرهابية التي ضربت بلجيكا، في العام 2016.

اللقاء جاء تحت عنوان: "تقييم السياسات الأمنية والسياسية.. خمس سنوات بعد التفجيرات الإرهابية في بروكسل"، وذلك بمشاركة مجموعة من رجال السياسة والدبلوماسيين، والخبراء الأمنيين والعسكريين".

من جهته، اتهم كون ميتسو، النائب البرلماني البلجيكي، ورئيس لجنة مكافحة الإرهاب، تنظيم الإخوان المسلمين، بـ"المسؤولية عن انتشار خطاب الكراهية والعنف، محذراً من إعادة تشكيل جماعات الإسلام السياسي، وتمددها داخل النسيج السياسي، وشدد على أهمية نشر التوعية، لمواجهة "الفكر الإخواني في بلجيكا، وسن قوانين مواكبة لذلك".

انتقد رئيس المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب الصمت البريطاني تجاه تزايد أنشطة الإخوان المسلمين

من جانبها، شدّدت عضوة البرلمان الأوروبي، اسيتا كانكو، على أهمية تدعيم عناصر الشرطة الأوروبية، يوروبول، ومساندة فرنسا، التي تخوض حرباً شاملة، للقضاء على تنظيمات الإسلام السياسي، وعلى رأسها الإخوان المسلمون.

كما انتقد رئيس المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب، الصمت البريطاني تجاه تزايد أنشطة الإخوان المسلمين، لافتاً إلى أنّ "المملكة المتحدة يجب أن تحظر جماعة الإخوان المسلمين، كمنظمة إرهابية، أو تخاطر بالتصعيد والأنشطة الإرهابية من الجماعة"، وأكّد أنّ "تحديد أعضاء ومنتسبي جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا، مهمة دقيقة، بسبب الجهود الكبيرة التي تبذلها الحركة في إخفاء أنشطتها".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية