الإخوان المسلمون: دفاع عن البلطجة واستمرار تأييد الأطماع التركية

الإخوان المسلمون: دفاع عن البلطجة واستمرار تأييد الأطماع التركية


05/08/2020

واصل الإخوان المسلمون في مصر نهجهم المعتاد؛ بتبنّي مواقف غامضة إزاء الأحكام القضائية الجنائية، وممارسة نوع من التشفي في المصريين فيما يتعلق بملف سدّ النهضة، وفي تونس بدأت حركة النهضة باتخاذ مواقف بعيدة عن الصدام مع مؤسسة الرئاسة، بعدما أفلت رئيسها راشد الغنوشي بصعوبة من لائحة سحب الثقة في مجلس نواب الشعب، وإن واصل بعض نواب الحركة نبرة التعالي والحطّ من شأن المعارضة، مع اتهام للخارج بالتدخل في الشأن التونسي، وفي ليبيا واصل الإخوان التأكيد على استمرار التحالف العسكري مع تركيا، بينما استمرت أذرع التنظيم السياسية في المغرب وموريتانيا سياسة الصوت العالي للمداراة على فشلها السياسي وتراجع شعبيتها.

إخوان مصر ضدّ ردع البلطجة وعمالة صريحة لتركيا

في بيان رسمي، صدر عن المتحدث الإعلامي للإخوان المسلمين، هاجمت الجماعة تنفيذ حكم الإعدام بحقّ سبعة من شباب مدينة الإسماعلية، بتهمة قتل ضابط شرطة في العام 2013، واعتبرت الحكم "نوعاً من الإرهاب بحقّ المواطنين"، مع التوعد بالقصاص والانتقام.

وعلى الرغم من أنّ الجناة لا ينتمون إلى الإخوان المسلمين، حيث تواجدوا بمحلّ الواقعة على خلفية مشاجرة بينهم وبين بعض المواطنين، وأثناء قيام الضابط، أحمد أبو دومة، معاون مباحث قسم ثالث الإسماعيلية بمحاولة التصدي لهم بصحبة القوة المرافقة له، باغته المتهمون بإطلاق عيارين ناريين، ممّا أدى إلى وفاته، وتمّ ضبطهم ومعهم سلاحه الحكومي الذي استولوا عليه، وقد قدّم المتهمون اعترافات تفصيلية بذلك.

اقرأ أيضاً: لماذا تجدد الحديث عن وثيقة أوباما والإخوان المسلمين PSD11؟

ويبدو أنّ الجماعة استقرّ في وجدانها شرعية قتل ضباط الشرطة تحت أي ملابسات حتى لو كانت جرمية صرفة، واعتبرت القصاص العادل ممن يرتكبون هذا النوع من الجرائم نوعاً من غياب العدالة!

 

الجماعة استقرّ في وجدانها شرعية قتل ضباط الشرطة تحت أي ملابسات حتى لو كانت جرمية صرفة

وفي تركيا، تداولت منابر الإخوان خطاب مكايدة، بشأن سدّ النهضة الإثيوبي، مع الترويج لتصريح مفتي إثيوبيا باكتمال فرحة مواطني بلده مع تعبئة سد النهضة، حيث تداول الإخوان الخبر الذي تصدّر قناة مكملين، وسط أجواء من الشماتة والتشفي.

وعلى صعيد آخر، واصلت فلول الإخوان في تركيا عمالتها الصريحة لنظام أردوغان، حيث احتفت الجماعة بصلاة العيد في آيا صوفيا، وقالت إنّ آلاف المصلين القادمين من مختلف مناطق تركيا والعالم الإسلامي، ملؤوا المسجد التاريخي وما حوله من ساحات، ولم تنسَ منابر الجماعة التنديد بمنع صلاة العيد في مصر، بل شجّعت على كسر حظر الصلاة، رغم ما يعنيه ذلك من خطر في ظلّ وجود وباء كورونا.

وفي تركيا أيضاً، انتشرت صورة لأحد الأفراد، قيل إنّه يضحّي عن الرئيس مرسي، وكتب أسفلها: "أضحية عن الرئيس الشهيد محمد مرسي من شمال سوريا المحرّر"! في دلالة على تبنٍّ صريح للاحتلال التركي للشمال السوري، وتأييد الجرائم التي تقترفها الميليشيات العميلة بحقّ أكراد سوريا.

اقرأ أيضاً: "إسلام أردوغان": وهم الخلافة الإسلامية على منهج الإخوان

وفي تسليم واضح بخطط أردوغان، بثت مكملين، الذراع الإعلامي للإخوان في تركيا، مقطع فيديو للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تحت عنوان: "أردوغان يؤكد عزم تركيا على تتويج نضالها بالنصر لنا ولأشقائنا".

صراع الأجنحة وتضارب المصالح

هاجم الإعلامي الإخواني محمد ناصر، عبر قناته على يوتيوب، الدكتور عزمي بشارة المقرب من النظام القطري، حيث أكّد ناصر أنّ بشارة يتلقى تمويلاً من أمير قطر، وأنّه "تربى في أحضان الصهاينة، وارتمى في أحضان الأمير القطري، وأنّه يكره كلّ ما هو إسلامي"، واصفاً إياه بـ"الجاسوس"، وأضاف أنّ ميزانية القنوات الثلاث التابعة للإخوان في تركيا لا تعادل ميزانية البوفيه في قناة العربي.

 

هاجم الإعلامي الإخواني محمد ناصر عبر قناته على يوتيوب عزمي بشارة المقرب من النظام القطري

وجاء الهجوم عقب سخرية الكاتب بلال فضل، المحسوب على عزمي بشارة، من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حيث نشر صورة نصفها له وهو يرتل القرآن الكريم، داخل مسجد آيا صوفيا، ونصفها الثاني يُظهره وهو يعانق إحدى السيدات، كما نشر فضل صورة أخرى سخر فيها من رئيس الشؤون الدينية التركي علي أرباش، الذي حمل سيفاً خلال خطبة الجمعة بمسجد آيا صوفيا.

كما شنّ المذيع الإخواني في قناة "الجزيرة" أحمد منصور هجوماً عنيفاً على بلال فضل، وعزمي بشارة، دون أن يسميه بالاسم.

ومن جانبه اتهم الإخواني الموريتاني، محمد المختار الشنقيطي، بلال فضل بالخيانة، يذكر أنّ الشنقيطي يمثل أحد أبرز الأجنحة الإخوانية الصاعدة في قطر، وهو ضيف دائم على قناة الجزيرة.

حركة النهضة تعيد ترتيب أوراقها

في محاولة للتخلص من ضغط المعارضة المدنية، شنّت حركة النهضة التونسية، الذراع السياسي للإخوان، هجوماً على جهات عربية خارجية، وقال رئيس كتلة حركة النهضة في البرلمان التونسي، نور الدين البحيري، يوم 28 تموز(يوليو) الماضي: إنّ ضغوطاً تُمارس من داخل البلاد وخارجها بأموال عربية، توزع على النواب من أجل سحب الثقة من رئيس البرلمان، راشد الغنوشي. وأضاف البحيري أنّ هذه الخطوة تأتي ضمن خطّة لتدمير المنظومة السياسية التونسية.

اقرأ أيضاً: قيس سعيّد ومشروع الإخوان.. مواجهة مفتوحة

أكّد رئيس كتلة النهضة أنّ سقوط لائحة سحب الثقة من رئيس البرلمان انتصار للديمقراطية، وشدّد على تمسّكه بوجود دعم خارجي لبعض النواب، ويبدو أنّ إفلات الغنوشي من السقوط، بفارق ضئيل من الأصوات، أحدث هزة للنهضة، ومع اتباع سياسة الإنكار، ورفض حقيقة تراجع أسهم الحركة التي أربكت المشهد السياسي، وفشلت في حلّ كافة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، بدا وصف المعارضة بالعمالة أمراً متوقعاً.

من جانبه واصل القيادي في النهضة رفيق عبد السلام، صهر الغنوشي، تعاليه السياسي، وأسلوبه الاستفزازي، حيث قال: "لا أحد يتصوّر تونس دون النهضة، ومن له هذه الفكرة فليطردها"، وإيماناً بالرابطة العضوية التي تربط الأذرع الإخوانية حول العالم، ظهر عبدالسلام على شاشة قناة مكملين في تركيا، بصحبة الإخواني حمزة زوبع، ومارس الخطاب المتعالي نفسه، كما احتفى المركز الإعلامي للإخوان المسلمين في لندن بسقوط لائحة سحب الثقة من الغنوشي.

 

للتخلص من ضغط المعارضة المدنية شنّت حركة النهضة التونسية هجوماً على جهات عربية

وعلى صعيد تشكيل الحكومة الجديدة، اتبعت حركة النهضة استراتيجية المهادنة، وأجّلت الصدام لمرحلة توزيع الحقائب الوزارية، حيث قال النائب عن النهضة محمد القوماني: "المشيشي نعرفه وعلاقتنا به جيدة ونيتنا به حسنة، ولكن تكلّم حتى نراك"، ومن جانبها أكدت النائبة عن النهضة، سناء المرسني، أنّ "هشام المشيشي كفاءة إدارية، والنهضة من حيث المبدأ ستدعمه، للخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية"، وهو ما أكده سامي الطريقي، حيث قال: "سنتفاعل إيجابياً مع رئيس الحكومة المكلف، ونطلب توسيع المشاورات وليس لنا فيتو على أيّ أحد"، والأمر نفسه أكده خليل البرعومي، المكلف بالإعلام في النهضة، وصدّق عليه عماد الخميري، الناطق باسم الحركة.

وكان المكتب التنفيذي للنهضة قد أصدر بياناً يوم 26 تموز (يوليو) الماضي أكدت فيه: "تهنئتها للسيد هشام المشيشي، بتكليفه من طرف رئيس الجمهورية بتشكيل الحكومة الجديدة، داعية إياه إلى توسيع دائرة المشاورات مع الأحزاب والمنظمات الوطنية، ووضع برنامج وطني للإنقاذ، لمواجهة التحديات الاقتصادية والمالية والاجتماعية الصعبة".

إخوان ليبيا وتجديد الانبطاح للأجندة التركية

قال رئيس ما يُسمّى بالمجلس الأعلى للدولة الليبي، الإخواني خالد المشري، يوم الإثنين 27 تموز (يوليو) الماضي إنّ بلاده "عقدت اتفاقاً واضحاً مع تركيا لصدّ عدوان قوات غير شرعية"، وعقب مباحثات مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، في العاصمة الرباط، أضاف في مؤتمر صحفي مشترك أنّ "الاتفاقية الخاصة بالتعاون العسكري مع تركيا، والموقعة في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) العام 2019، مدتها سنة قابلة للتمديد"، وادّعى تحكّم الجانب الليبي فيها، وفي محاولة لتبرير استدعاء الاحتلال التركي قال: "حكومة الوفاق المعترف بها دولياً لم تستعن بالقوات التركية، إلا بعدما وجدت أنّ ما بين 6 أو 10 دول تدعم حفتر، وليست لنا قدرة الدفاع عن شرعيتنا أمام هذه الدول جميعاً".

إنكار وتخبط في المغرب وهجوم دعائي في موريتانيا

على الرغم من تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا في المغرب بشكل غير مسبوق، قال سعد حازم، نائب الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، الذراع السياسي للإخوان: إنّ الشبيبات الحزبية قامت بمجهود مقدّر ضمن الجهد العام، الذي بذله مجموع الفاعلين المؤسساتيين والمدنيين، للمساهمة في تخطي البلاد الوضع الاستثنائي الذي خلفه انتشار تفشي فيروس كوفيد19، ومضى يثمّن هذا الجهد الذي لم يره أحد.

وعكسَ ما وُصِفَ بمهزلة أسواق الأغنام، وحالة الفوضى والسرقات التي جرت إبّان عيد الأضحى، فشل الإدارة المحلية للعدالة والتنمية، وفي محاولة للتدارك، عبّرت مؤسسة منتخبي العدالة والتنمية، عن إدانتها الشديدة، للاعتداء الجسدي الذي تعرّضت له رئيسة جماعة المحمدية، إيمان صبير، أثناء قيامها بمهام مراقبة "سوق لبيع الأغنام"، وشدّدت الهيئة ذاتها على أنّ أعمال البلطجة والسلوكات المخالفة للقانون لن تثني منتخبي الحزب عن القيام بمهامّهم الدستورية!! دون تعقيب على الفشل الذريع في إدارة الأسواق.

 

في موريتانيا تتواصل محاولات حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية لتصدّر المشهد السياسي عبر وصم الجميع بالفساد

وفي موريتانيا، تتواصل محاولات حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) لتصدّر المشهد السياسي، عبر وصم الجميع بالفساد، حيث اتّهم رئيس حزب تواصل، محمد محمود ولد سيدي، النظام بعدم الشروع الفعلي في محاربة المفسدين وبطء وتيرة الإصلاح، وفي مداخلة دعائية هاجم النائب عن تواصل، ولد محمد امبارك، عمل لجان التحقيق، ووصف الجميع بالفساد في البرلمان، دون أنّ يقدم أيّ أدلة.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية