الإخوان المسلمون: تبعية لتركيا وهزيمة انتخابية بالمغرب وتغلغل من بوابة المناهج بالسودان

الإخوان المسلمون: تبعية لتركيا وهزيمة انتخابية بالمغرب وتغلغل من بوابة المناهج بالسودان


17/01/2021

كشفت الخلافات داخل جماعة الإخوان، عن تخلي عدد منهم عن الأسماء المصرية، واستبدالها بأخرى تركية، بينما يواجه حزب حركة النهضة في تونس، أزمة حادة تتعلق بتوظيف الرياضة لصالح السياسة، في حين تلقى حزب العدالة والتنمية المغربي هزيمة انتخابية في أبرز معاقله، بينما تتواصل مناورات الجماعة في ليبيا، في الوقت الذي أصبح التنظيم في السودان بوقاً من أبواق التطرف.

تغيير الأسماء العربية إلى تركية

بالتزامن مع التحريض الذي تمارسه فلول الإخوان في الخارج ضد الدولة المصرية، ذهب الحاصلون منهم على الجنسية التركية، إلى التنازل عن أسمائهم الحقيقية، وتغييرها بأخرى تركية، بل والتفاخر بذلك، من خلال استخدام الأسماء الجديدة في أوراقهم الثبوتية، والتوقيعات والمراسلات الخاصّة والرسمية.

بدأت قيادات الإخوان الهاربة في تركيا البحث عن ممولين جدد لفضائيات التنظيم

كشف الصحافي الإخواني، عبد المنعم محمود، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، عن قيام أحد نشطاء التنظيم، بالتوقيع على مبادرة أرسلها له باسمه التركي، وانتقد محمود، هذا التصرف الذي لا يعد الأول قائلاً: "باعت ليّ بيان عن توحيد عمل المصريين في الخارج، والتوقيع باسمه العائلي المضاف لاسمه المصري، ترك أوغلو".

من جهة أخرى، بدأت قيادات الإخوان الهاربة في تركيا، عملية البحث عن ممولين جدد للفضائيات الخاصة بالتنظيم، والتي تمارس دوراً تحريضياً بدعم من النظام التركي، مثل: مكملين، ووطن، والحوار، والشرق، فوفقاً لتقارير أوردتها، "العربية"، فإنّ هذه الفضائيات كانت تعد عدة أفلام وثائقية مسيئة لمصر، لبثها خلال الفترة المقبلة، استغلالاً لقضايا بعينها، لكنّها توقفت لأسباب خاصّة بالتمويل، وسط توقعات أفادت باحتمال مغادرة بعض قيادات التنظيم تركيا، والاتجاه صوب بريطانيا، أو شرق وجنوب آسيا، وخاصّة ماليزيا وأندونيسيا، في حال رفع الداعمين يدهم عن الجماعة، وسط تخوفات من نتائج قمة العُلا الخليجية.

حركة النهضة وأزمة جديدة في تونس

أصدرت حركة النهضة، الإثنين 4 كانون الثاني (يناير) الجاري، بياناً نفت فيه أن يكون لها أيّة صلة مباشرة، أو غير مباشرة بالأزمات المتلاحقة، التي يعيشها النادي الإفريقي للألعاب الرياضية، في ضوء الخلاف القائم بين أنصار الفريق والهيئة المديرة، وعبّرت الحركة عن "تفاجئها بمواقع إعلاميّة، وبتدوينات تقحم اسمها"، في الأزمة التي يعيش على وقعها الفريق، زاعمة أنّها "أطراف درجت على ترويج مثل هذه الاتهامات، لتحقيق أغراض سياسيّة، والإساءة إلى صورة حركة النهضة في الوسط الرياضي''.

يذكر أنّ الحركة سعت منذ شهور، وبشكل مباشر، من أجل الهيمنة على النادي الإفريقي، من خلال جلب عقود رعاية، كان وراءها القيادي في حركة النهضة، أحمد قعلول، وزير الرياضة المقال من حكومة إلياس الفخفاخ، والذي رتب عدة لقاءات بين رئيس النادي عبد السلام اليونسي، وزعيم الحركة، راشد الغنوشي، حيث حاولت النهضة الاستفادة من جماهيرية النادي، وتوظيفها سياسياً، مقابل إنقاذه من أزمته المالية الطاحنة، ما أدّى في النهاية إلى إنهيار النادي، بشكل غير مسبوق.

إخوان المغرب.. تراجع شعبي وتناقضات سياسية

نقلت صحيفة "هسبريس" المغربية، عن قيادي بحزب العدالة والتنمية (المصباح)، أنّ جميع أعضاء الأمانة العامة للحزب، اتفقوا على مبدأ "القضية الوطنية أولاً، والقضية الفلسطينية دائماً"، في محاولة لتبرير التناقض الحاد بين الخطاب الشعبوي، والفعل السياسي، بداعي أنّ "الصحراء تأتي قبل قضية فلسطين"، وذلك بعد أن قام الأمين العام للحزب، سعد الدين العثماني، بالتصديق على الاتفاق مع إسرائيل، بعد نحو أسبوع فقط من إعلان رفضه التام لإقامة أيّ علاقات معها.

من جهة أخرى، تلقى حزب المصباح صفعة سياسية، إثر هزيمته في الانتخابات التشريعية الجزئية، التي جرت الأسبوع الماضي في دائرة الرشيدية، جنوبي شرق المغرب، وهي أحد معاقله الانتخابية، ما كشف تراجعاً حاداً في شعبية الحزب الحاكم، ما يضع رهاناته على قيادة الحكومة، للمرة الثالثة على التوالي، في محل شك، وذلك قبل أشهر من الانتخابات التشريعية والبلدية.

حاولت النهضة الاستفادة من جماهيرية النادي الأفريقي وتوظيفها سياسياً مقابل إنقاذه من أزمته المالية

هذه النتائج أثارت مخاوف قيادات وأعضاء بالحزب، لأنّها جاءت في دائرة انتخابية يترأس المصباح مجلسها الجهوي والإقليمي، ولديه بها أكبر تجمّع برلماني، وهو ما انعكس على تصريحات أعضائه وتدويناتهم، والتي لخّصت أبرز تناقضاته السياسية، وتخبطه في إدارة الأزمات، مثل افتقاد المضمون السياسي في خطابه، والخلل في إدارة القضايا السكانية، وكذلك قضايا التعليم، والارتباك الذي وصل حد التناقض في مسألة العلاقات مع إسرائيل، وغيرها من القضايا الوطنية.

مناورات الإخوان في ليبيا

في ليبيا، طالب رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، طلال الميهوب، من البعثة الدولية القيام بمسؤولياتها الكاملة، وتطبيق اتفاقية جنيف، مع ردع تركيا وأتباعها في الغرب الليبي، محذراً من رد فعل الجيش الوطني الليبي، تجاه الانتهاكات التي تقوم بها المليشيات التابعة للإخوان، والمدعومة من تركيا.

ولفت طلال الميهوب، وفقاً لقناة ليبيا الحدث، إلى أنّ "اجتماعات عراب الإخوان المسلمين، خالد المشري، وباقي أذناب الدولة التركية، في تركيا، ما هي إلا أخذ التعليمات من الباب العالي في أنقرة، والتحرك العاجل لإفشال اتفاقية 5+5".

رهان على خطاب التطرف في السودان

على إثر أزمة لوحة مايكل أنجلو، رحب الإخوان المسلمون بقرارات رئيس الوزراء السوداني، فيما يتعلق بمنهج كتاب التاريخ، مع المطالبة بإقالة عمر القراي، مدير المركز القومي للمناهج، والمضي قدماً في التحالف مع حزب التحرير المتطرف، وغيره من التيارات السلفية.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: مناورات في اليمن وارتباك في غزة وتمدد تركي في بنغلاديش

من جهتها، اتهمت الحركة الشعبية، الحكومة بالخضوع للمتشددين، والتواطؤ معهم في أزمة المناهج التعليمية، وقالت الحركة، في بيان لها، إنّ "الحكومة السودانية تواطأت مع التيارات الإسلامية المتشددة، ورضخت لضغوط هذه التيارات بتجميد المناهج الدراسية".

كشفت أزمة المناهج في السودان أنّ تنظيم الإخوان ما زال متغلغلاً في المجتمع

وصرّح رئيس الحركة الشعبية، عبد العزيز الحلو، أنّه فوجئ "بقرار رئيس الوزراء، بتجميد العمل بهذه المناهج، رضوخاً لضغوط كيانات دينية استشارها تمثلت في: المجمع الصوفي، هيئة الختمية، هيئة شؤون الأنصار، جماعة أنصار السنة، الإخوان المسلمون، ومجمع الفقه الإسلامي".

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: مزايدات في تونس وخلاف مغاربي وملاحقات في السعودية

 وأكّد أنّ "ما شجَّع المتطرفين لتكشير أنيابهم مرة أخرى، وتجرؤهم على مدير المركز القومي للمناهج، وإجبار رئيس الوزراء على تجميد المناهج، هو تساهل العديد من القوى السياسية والمدنية، وقوى المقاومة الشعبية، إضافة لجزء من المُكوِّن المدني في الحكومة الانتقالية، مع معركة العلمانية وتركها للصدف".

من جهته، قال المحلل السياسي السوداني، قصي مجدي، في تصريحات صحفيّة، إنّ "الحقيقة الكبرى التي كشفتها أزمة المناهج، هي أنّ تنظيم الإخوان ما زال متغلغلاً في المجتمع، وهو أمر لا يبدو مستغرباً؛ لأنّ استمرار التمكين لأكثر من 30 عاماً، يصعب محوه بتغيير أشخاص على رأس السلطة، وهناك حاجة لبناء دولة جديدة كاملة".

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: قلق في تركيا وتحذيرات أوروبية من استخدام الملف الحقوقي

وأشار إلى أنّ "تنظيم الإخوان حقق انتصاراً صامتاً في معركة المناهج، ضمن حرب تغيير الأفكار التي تقودها قوى الثورة، وإذا لم تكن هناك إرادة حقيقية للتغيير من قبل السلطة، فإنّ ذلك سيؤدي إلى عدم القدرة على إحباط المحاولات، التي تستهدف عرقلة مسيرة التطوير".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية