"الأنا" في عالم اليُتم... كيف تصبح المشكلة مفتاحاً للحل؟

"الأنا" في عالم اليُتم... كيف تصبح المشكلة مفتاحاً للحل؟


27/10/2020

في لعبة "الكراسي الموسيقية" الشهيرة، ثمّة دائماً من يجب أن يخرج خارج إطار الصورة، تُعزف الموسيقى معززة مشاعر اللاثقة لدى اللاعبين، لا أحد يعلم تحديداً متى ستتوقف، وما إذا كان سينجح في التقاط كرسي أم لا. الشعور نفسه مترسخ لدى الأيتام في دور الرعاية، حتى أفضلهم دخلاً، الجميع قلق، تتزاحم في رؤوسهم الأفكار، ما بين تفكير في الماضي ومحاولات للتأقلم مع الحاضر ومخاوف مضاعفة من المستقبل، ويبقى الرهان الوحيد لدى هؤلاء على أنفسهم، وهنا ترتفع ما قد يسميها البعض، وفي مقدمتهم مدير "دار الهنا" في القاهرة أسامة عبد العزيز، الأنانية وعدم الانتماء.

التجربة أثبتت أنّ الأنانية المفهومة يمكن أن تُوظف أيضاً لدعم مشاعر الانتماء للذات، ومن ثم يسهل التأقلم والتوظيف مع المحيط

ومن الكراسي الموسيقية إلى الكراسي الملونة، تتأرجح أزمة الأيتام وتنكشف، فالثانية التي عرفتها "دار الهنا" للأيتام، كمشروع يدرّ ربحاً على الأيتام، كشفت ثناياه وكواليسه عن الأزمة الأولى من اللاثقة والأنانية، واللافت أنّ "الأزمة والحل" كليهما متطابقان إلى حد بعيد.

 فالتجربة أثبتت أنّ "الأنانية" المفهومة يمكن أن تُوظف أيضاً لدعم مشاعر الانتماء للذات، ومن ثمّ يسهل التأقلم والتوظيف مع المحيط.

وبالمصادفة، عرفت "دار الهنا" مشروع تلوين الكراسي الخشبية الصماء بطلاءات زاهية مبهجة ورسومات تعكس المكنون وتنسج الخيال، وتحاكي الممكن واللاممكن لدى هؤلاء، ممّن لا يعرفون من الدنيا سوى بعضهم البعض، 86 طفلاً ومراهقاً، ولا ينتمون إلى الأرض بجذور ثابتة متينة.

زارت "حفريات" الدار وتحدثت إلى الأطفال والمراهقين ومديرها وبعض مشرفيها

زارت "حفريات" الدار، وتحدثت إلى الأطفال والمراهقين، ومديرها، وبعض مشرفيها، لمست نظاماً، وإنفاقاً جيداً على أساليب العيش؛ إذ إنّ الدار التي تتبع إدارياً الدولة، هي مشروع مجتمعي يتبنّاه أحد رجال الأعمال، ولديها متبرعون وكفلاء كثيرون، فلا تواجه أزمة مادية، لكنّ تنافي أزمة المادة لم يقفز على أزمة الوجود.

وأزمة الوجود يصطدم بها أطفال الدار للمرّة الأولى في سنّ العامين، حينها تأخذهم وزارة التضامن الاجتماعي (الجهة المسؤولة عن الملف) من مرضعات بأجر يحتفظن بالأطفال فترة الحضانة، فيتأقلم الطفل مع البئية والمحيطين، ظناً أنها بيئته، ثمّ فجأة يُقتلع منها ليوضع في إحدى دور الرعاية.

 

تأخذهم وزارة التضامن الاجتماعي من مرضعات بأجر يحتفظن بالأطفال فترة الحضانة، فيتأقلم الطفل مع البيئة والمحيطين، ظناً أنها بيئته، ثم فجأة يُقتلع منها ليوضع في إحدى دور الرعاية

 

وداخل تلك الدور، تتواصل صدمة الوجود مع الطفل؛ إذ عليه دائماً التعود على الفراق والتخلي، ما أن يعتاد على مشرفة حتى تتغير وتأتي أخرى، سواء للزواج أو لظروف ترك العمل أو لأي شيء، المهم أنه لا يعرف في كينونته بوادر الاطمئنان والثبات، هو دائماً عرضة لتغيرات نفسية مستمرة، بحسب مدير الدار الذي عمل عقوداً مشرفاً اجتماعياً داخل الدار نفسها.

أمّا الصدمة الأكبر أو لحظة الانكشاف، فتبدأ مع التحاق الطفل بالمدرسة، وقتها يسمع عن قصص أسطورية لا تحمل منها ذاكرته سوى صور مشتتة من منزل المرضعات بأجر، حيث المنزل الصغير الذي يوجد فيه أب وأم وأخوة، واحد أو اثنان، لا بضعة وثمانون، ويتشاركون جميعاً اسم الأب والجد نفسيهما، المطبخ الصغير وليس المطعم الكبير مثل مطعمهم في الدار، وهكذا.

هنا تبدأ الدار في تفسير الأزمة الوجودية للأطفال، يقول أسامة عبد العزيز لـ"حفريات": "لا نحدثهم مباشرة أنهم أبناء مجهولو النسب، بل نخبرهم بأنّ والديهم توفوا، دون التأكيد على ذلك، لكي لا يسألوا عن باقي أقاربهم، نفهمهم أنهم اختيروا ليوضعوا في اختبار من الله، وأنّ وضعهم أفضل من غيرهم ممّن يفترشون الطرقات، وأنّ لديهم كل شيء مثل الأطفال العاديين".

اقرأ أيضاً: أطفال ليبيون من دور الأيتام إلى ساحة القتال ... والسبب حكومة الوفاق

لكنه يتابع: ذلك لا يمنع أنّ دمجهم في المجتمع يكون صعباً ونواجه عراقيل، مشيراً إلى تعرض بعضهم للتنمّر أو التصنيف كمذنب دون اقتراف ذنب، فأي شيء يختفي في الفصل يصبح الطفل المتهم الأول كونه يتيماً، علماً أنّ الدار تلحق أبناءها بمدارس خاصة بمصروفات.

سبيل الدمج

 كما لفت إلى التعاطف الزائد من قبل البعض معهم ما يسبب ألماً نفسياً لهم، ويشعرهم بأنهم غير طبيعيين، قائلاً: أفضل طريقة أن يتمّ دمج هؤلاء على نحو طبيعي ضمن منظومة ثابتة عادلة من الثواب والعقاب، لا يخضعون لها على نحو مضاعف أو يُستثنون منها لكونهم أيتاماً.

مشروع تلوين الكراسي الخشبية الصماء بطلاءات زاهية مبهجة ورسومات تعكس المكنون وتنسج الخيال

خرّجت الدار دفعات عدة؛ إذ يمكث الطفل فيها من عمر عامين حتى 18 عاماً، بعدها يُنقل الشاب إلى شقق سكنية كل 3 أو 4 شباب في شقة ومعهم مشرف، وتتولى الدار مصاريف مأكلهم ومصروفهم لحين إنهاء الدراسة الجامعية وتأدية الخدمة الوطنية (الجيش)، ثم يحصل الشاب على ملفه من الدار، مدعوماً بحساب بنكي، يحتوي على مبلغ من الدار، ومبلغ من الكفلاء وضع لحساب الطفل، وهكذا.

وتحاول الدار خلق أسر بديلة داخل المؤسسة تحاكي الأسر المفتقدة، بداية من طريقة توزيع الغرف، حيث يمكث كل 4 أو 5 أطفال أو مراهقين في غرفة واحدة، في سن الطفولة تصاحبهم مشرفات كأمهات بديلات، وفي سن المراهقة المراهقة يصاحبهم مشرفون كآباء بدلاء.

اقرأ أيضاً: أيتام داعش.. ما هو مصيرهم؟

ويتشارك الأولاد الوجبات، والأنشطة المتعددة من كرة قدم إلى رسم إلى لياقة بدنية، والجلسات النفسية للحكي والمتابعة، وكذلك الدروس، وتصادف وجودنا داخل الدار مع درس للغة الإنجليزية لطلاب في المرحلة الإعدادية، والذي بدأ قبل انطلاق العام الدراسي رسمياً، تماماً كما يفعل غالبية الآباء مع أبنائهم.

لكن هل نجحت تلك الأسر البديلة في خلق روابط حقيقية وتغليب المجموع على الأنا؟

الإجابة ليست صادمة، فتغليب قيم الأسرة، والجماعة على الأنا، أمر ليس مضموناً تحقيقه حتى في إطار الأسر الطبيعية، التي قد تحتدم داخلها المنافسة بين الأشقاء، سواء لتفرقة الوالدين أو لتمييز حسب الجنس، أو غيره من الأسباب. وبالنسبة إلى دار الأيتام، فإنّ تجمع العشرات ممن لا يجمعهم رابط سوى الظروف نفسها، مع اختلاف الجينات والطباع لديهم، يجعل التحدي أكبر.

عقدة الوجود تنبت أزمة الأنا

يقول مدير الدار لـ"حفريات": أكبر أزمة نواجهها معهم هي الأنانية، كلٌّ منهم يشعر بعدم الاطمئنان أو الارتباط بالآخر، لذا يحاول أن يستأثر بأكثر كمٍّ ممكن، والأخذ دون التفكير في العطاء، نحو 80% من أبناء الدار بعد خروجهم منها يقطعون صلتهم بها.

اقرأ أيضاً: ما مصير "أيتام الخلافة" بعد هزيمة تنظيم داعش في سوريا والعراق؟

في باحة واسعة تضم ملعباً لكرة القدم، وكراسي للاستراحة والمشاهدة، جلس خالد يأكل التسالي، ويشاهد اللعب، وإلى جواره المشرفة صفاء، وبعد تجاذب أطراف الحديث مع الطفل ذي الـ11 عاماً، سألناه عمّا يريد أن يكونه حين يكبر، فكانت الإجابة "أي حاجة"، ألحينا في السؤال معددين الوظائف التي تستهوي الأطفال عادة "ضابط، دكتور... ضحك وكرّر "أي حاجة".

إلى يسار المشرفة صفاء الطفل خالد الذي تحدثت إليه حفريات

إلى جواره يقف طفل آخر، سألناه عن خالد فقال: هو لا يحب اللعب أو الحديث مع أحد كثيراً، عدنا إلى خالد، من تحب أكثر بين أخوتك في الدار؟ فأجاب بالعدمية الأولى نفسها: كلهم. سمِّ لنا واحداً... هل ممّن يقيمون معك في الغرفة؟ كرّر: لا يوجد واحد معيّن، وهنا تدخلت المشرفة: لكنك تميل إلى فلان لأنّ له طبعاً هادئاً مثل طبعك.

وليس خالد النموذج الوحيد الذي يمكن أن تختبر من خلاله فرضية المدير، فقد دلل مشروع الكراسي الملونة على تلك الفرضية أيضاً. 

الكراسي الملونة

بالمصادفة ولد مشروع الكراسي الملونة داخل الدار، حيث بدأ باقتراح ضمن نشاط الرسم، والذي لم يكن يجذب كثيراً من النزلاء، لطلاء كراسي الدار بالرسومات، وكانت النتيجة مبهرة، وحين رأتها إحدى أعضاء مجلس الإدارة اقترحت أن يتمّ الترويج لبيعها عبر فيسبوك.

بالفعل، صوّرت السيدة الكراسي، وقامت بكتابة منشور عبر صفحتها تحكي فيه القصة، وكيف أنها صُنعت بأيادي الأيتام في "دار الهنا" ممّن يلتحقون بالمدارس ويتعلمون، ورغم ذلك ينتجون تلك الأشياء الجميلة، ودعت أصدقاءها إلى شراء الكراسي لتشجيع هؤلاء الأطفال.

 

دمجهم في المجتمع يكون صعباً، بعضهم يتعرض للتنمر أو التصنيف كمذنب دون اقتراف ذنب، فأي شيء يختفي في الفصل يصبح الطفل المتهم الأول كونه يتيماً

 

لاقت المبادرة رواجاً واسعاً، وباتت الدار تتلقى الطلب تلو الآخر لصناعة الكراسي، وقتها بات نشاط الرسم الجاذب الأول، الجميع يتصارعون على المشاركة في المشروع.

يحصل الطفل أو المراهق على 50 جنيهاً (نحو 3 دولارات ونصف) جرّاء عمل الكرسي الواحد والذي لا يستغرق أكثر من 3 ساعات كحد أقصى، فيما فارق المكسب يعود إلى الدار، ويباع الكرسي الواحد بمبلغ 400 جنيه، وفي غضون نحو 4 شهور طلى الأطفال 300 كرسي أو أكثر.

العائد المادي دفع الجميع إلى الرغبة في المشاركة، بات الأمر خاضعاً لجدولة من قبل المشرفين على المشروع، على نحو لا يخلو من مشاحنات بين أبناء الدار، خصوصاً في ظل تباين القدرات، حيث يرى بعضهم نفسه أحقّ من الآخرين، لجودة رسوماته أو لكونه ابناً أصيلاً لنشاط الرسم.

اقرأ أيضاً: إرهاب الحوثيين يطال دور الأيتام

وللمشروع قيمة معنوية لا يمكن إنكارها، سواء عبر شعور الراحة المتسرب إلى النفس  والإنجاز في تحويل شيء أصم إلى قطعة جمالية، أو في التقدير الذي منحه المجتمع لذلك المشروع، حيث تداولت أخباره صحف وقنوات، وصوّرت تقارير مع الأطفال، الذين شعروا فجأة أنهم مميزون، ويمكن أن يكونوا وسط الأضواء.

لكن بالرغم من ذلك، فإنّ القيمة المادية في المشروع "الـ50 جنيهاً" هي ما أحدثت فرقاً داخل الدار، جعلت الأطفال يشعرون بأنهم قادرون على الكسب، وزيادة أرصدتهم دون انتظار الكفلاء، ومنحتهم القدرة على شراء ما يريدون دون انتظار الأوراق والموافقات.

منافسة على 50 جنيهاً

وهنا قفزت الأنا من جديد، حيث يرغب الجميع في المشاركة، من يجيدون الرسم أو من يجهلونه، من يطيقونه ومن يتأففون منه، وذلك يضايق البعض، أحدهم المراهق سيد إسماعيل، في خضم دردشة طويلة مع "حفريات" حول المشروع وحولهم، وقد انخفضت نبرته: الجميع هنا يقول: "يلا نفسي"، و"اشمعنا" (لماذا) هي أكثر سؤال يُردّد داخل الدار. يواصل: اشمعنا سيد يعمل أكثر من كرسي؟ يتجاهلون أنني أستطيع الرسم أفضل، أو أنني أول من رسم في المشروع قبل ظهور الـ50 جنيهاً.

سيد إسماعيل: الجميع هنا يقول "يلا نفسي" و"اشمعنا" (لماذا) هي أكثر سؤال يُردّد داخل الدار

ويتابع: الأمر لا يقتصر على ذلك، فثقافة "اشمعنا" هي الراسخة، مثلاً يأتي متبرع ليطلب 20 طفلاً لحضور حفلة أو نزهة ما، فيتأفف الكبار من الأطفال، ومن استأثرهم بكل شيء، وهذا يحدث بالفعل، وهو خطأ من المتبرعين، من المفترض ألّا يفرّقوا، هذا شيء يفعلونه لله.

والكبار، ألم يكونوا محل الاهتمام وهم صغار؟ أجاب: نعم، كنا نخرج كثيراً فعلاً، لكن المشكلة أنّه لا أحد يفكر في ذلك، الجميع يريد كل شيء لنفسه ودائماً.

 

ولد مشروع الكراسي الملونة داخل الدار، حيث بدأ باقتراح ضمن نشاط الرسم، والذي لم يكن يجذب كثيراً من النزلاء، لطلاء كراسي الدار بالرسومات، وكانت النتيجة مبهرة

 

سألناه: وكيف تُحسم تلك المنافسة للحصول على المكاسب؟ قال: مشرفو الدار يختارون من سيخرج أو يشارك في فاعلية ما، بناء على معايير معينة، التفوّق مثلاً أو الانضباط وهكذا، وأحياناً التناوب، المهم أن تجد "اشمعنا" إجابة من المشرفين تُصمت قائلها.

أحد هؤلاء المشرفين شاب يدعى عصام، كان ابناً للدار ثم أنهى دراسته وأصبح معاوناً للصغار ومشرفاً على مشروع الكراسي، وهو خرّيج سياحة وفنادق، يتدخل عصام في الحديث قائلاً: في المشروع مثلاً ننظم جدولاً، كلّ شخص يعمل يوماً، يستريح يومين آخرين أو 3 أيام، تاركاً الفرصة لغيره.

يشرح عصام آلية العمل، فيما الكراسي الملونة متراصة على نحو مبهج، تتنوع أشكالها بين وجوه فتيات، ومنازل تطلّ على البحر وتخترق الطبيعة، أو مانديلا الشهيرة بتفريغ الطاقات السلبية والمفضلة عند عصام، أو رسمة البيانو التي هي مفضلة عند المراهق سيد إسماعيل (15 عاماً)، وهي أول رسمة يرسمها على كرسي، أو المثلثات والدوائر المتداخلة المبهرة، أو الشمس.

تفوّق الذات سبيل لخلاصها

حقق مشروع الكراسي حالة من المنافسة داخل الدار، غير أنّ المنافسة قد تصبح سبيلاً للخلاص، إذا ما كانت محفزاً على الإتقان، والشعور بالذات على نحو إيجابي فاعل ومنتج، ومن ثمّ تتقلص مشاعر القلق والرهبة من الآخرين، ويستمدّ الطفل أو المراهق الأمان من شعوره بذاته المنتجة، على خلاف الأنانية البحتة الراغبة في الحصول فقط دون سياق أو فعل أو جهد.

أحد هؤلاء المشرفين شاب يدعى عصام، كان ابناً للدار ثم أنهى دراسته وأصبح معاوناً للصغار ومشرفاً على مشروع الكراسي

يدلل مدير الدار على جدوى نموذج التفوق الذاتي للتصالح مع الأزمة الوجودية لدى تلك الفئة وتجاوزها، يروي لـ"حفريات" قصص أبناء متفوقين من الدار، أحدهم درس الهندسة وتزوج من زميلة له بعد قصة حب لم يعقها أنّ الولد ابن لدار أيتام، مدفوعة بتفوقه وحسن خلقه وثقته بنفسه، ومن الجهة الأخرى انفتاح عائلة زوجته وقفزها على العوائق المجتمعية البغيضة، لافتاً إلى أنّ ذلك الشاب ممّن ما يزالون يتواصلون من وقت إلى آخر مع الدار، ولا يجد حرجاً في ماضيه، بعدما بات نموذجاً يحقق ذاته بذاته.

في المقابل، يروي قصصاً لآخرين ما يزالون عالقين في أزمتهم، غير قادرين على التعايش والتأقلم في المجتمع، وغالبيتهم يتزوجون من بنات دور أيتام، والمحبط، وفق رأيه، أنّ كثيراً من تلك الزيجات تفشل في ظلّ عدم تأقلم الطرفين على العطاء، والشعور الدائم بعدم الأمان. أي إنها نماذج تدلل على أنّ "فاقد الشيء لا يعطيه"، غير أنّ هؤلاء لم يجرّبوا أن يطلوا أحلامهم على كراسي خشبية صماء، ليحوّلوها إلى قطع فنية يُحتفى بها.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية