اتحاد الشغل: الحبيب الجملي يتعرض لضغوط من النهضة

اتحاد الشغل: الحبيب الجملي يتعرض لضغوط من النهضة


30/12/2019

جدد أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي (أكبر نقابة في تونس) الدعوة إلى إطلاق يد “رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي، مؤكدا تعرضه لضغوط من الحزب الذي اختاره لهذا المنصب، الأمر الذي عرقل تشكيل حكومة جديدة”.

وأشار الطبوبي إلى أن الجملي يتعرض لضغوط وأن مصداقيته ومصداقية حكومته على المحك متهما الحزب الذي كلفه بتشكيل الحكومة، في إشارة إلى حزب حركة النهضة، بالوقوف وراء هذا الضغط لفرض توزير قيادات منها في الحكومة الجديدة، محذرا من حكومة محاصصة حزبية.

وكانت حركة النهضة، بصفتها الحزب الفائز في الانتخابات البرلمانية، قد حسمت اختيارها للجملي الذي شغل منصب وزير دولة في حكومتين سابقتين لهذا المنصب.

ورجّح الطبوبي أن يعلن رئيس الحكومة المكلف تشكيلة حكومته قبل بداية العام الجديد،  قائلا إن “التونسيين ستكون لديهم حكومة قبل رأس السنة الجديدة”.

جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها الطبوبي، الأحد، عقب لقاء جمعه مع رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي بدار الضيافة في قرطاج، حسب ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية.

وسبق أن شككت أوساط سياسية في تونس في استقلالية الجملي، ورأت أن تعيينه كتكنوقراط من خارج الأحزاب مجرد غطاء للحركة لتطبيق إملاءاتها وفرض حكومة على المقاس.

واعتبر هؤلاء أن تعثر المشاورات الحكومية يعود إلى الخلافات الداخلية للحركة التي تغرق في حالة تخبط منذ تعيين الجملي حيث انقسمت الحركة بين مؤيد ومعارض لهذا القرار، إضافة إلى تباينات في وجهات النظر حول طبيعة التحالف الذي ستخوضه الحركة في الحكومة الجديدة وعلاقاتها بالأحزاب المحسوبة على الثورة، فيما تبدي قيادات أخرى ترحيبها بسيناريو بديل وهو التحالف مع حزب قلب تونس الليبرالي الذي تتهمه بالفساد، لما يقدمه من حزام سياسي قوي.

وحذر الطبوبي من “أي لُبس في تعهد الجملي بتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة عن كل الأحزاب سيفقده شيئا من مصداقيته ومصداقية الحكومة”، داعيا إلى “تركه يتحمل مسؤوليته في اختياراته”.

واعتبر النقابي التونسي أن مصلحة البلاد اليوم تقتضي تسريع عملية تشكيل الحكومة، مضيفا أن الإمكانية ستكون سانحة في الفترة المقبلة للتعديل الحكومي وفق ما تقضيه الضرورة. وسبق لاتحاد الشغل أن طالب الجملي “بتشكيل حكومة جديدة أساسها الكفاءات واستبعاد منطق المحاصصة”.

وبينما كان التونسيون يترقبون إعلان تشكيلة الحكومة المقبلة في أي لحظة، أعلنت أحزاب؛ التيار الديمقراطي، وحركة الشعب، وتحيا تونس، الأحد الماضي، فشل مشاوراتها مع حزب النهضة، متصدر نتائج الانتخابات الأخيرة، للمشاركة بالحكومة، وذلك بعد أكثر من شهر وأسبوع على تكليف الحبيب الجملي بتأليفها.

وأمام انسداد المشاورات، قرّر الجملي تشكيل حكومة كفاءات مستقلة واستبعاد كل الأحزاب السياسية منها بعد مشاورات متواصلة معها لأكثر من شهر لم تفض إلى توافق.

وعرض رئيس الحكومة المكلف، الجمعة، تشكيلته على الرئيس قيس سعيد، الذي رفع فيتو في وجه بعض الأسماء المقترحة ما أجل بدوره إعلان الحكومة.

وقال الجملي إنه سيواصل التدقيق في الأسماء، في موقف أظهر أن الرئيس التونسي قد عارض وجود تسميات غامضة على رأس بعض الوزارات الحساسة، ودعا إلى تعيين أسماء ذات مصداقية خاصة في وزارتي الخارجية والدفاع اللتين يعود أمرهما إليه بصفة مباشرة.

وعقب اللقاء قال الجملي إنه “لن يتم الإعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة الجمعة”، مجددا الحرص على “التثبت من كفاءة المرشحين ونزاهتهم وبعدهم عن الالتزام السياسي”.

وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن رئيس الحكومة المكلف سيعقد مؤتمرا صحافيا، الاثنين، يشرح فيه للرأي العام آخر المستجدات في ما يخص تشكيل الحكومة.

عن "العرب" اللندنية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية