إغراق أنفاق حماس.. تداعيات كارثية ستستمر لأجيال

إغراق أنفاق حماس.. تداعيات كارثية ستستمر لأجيال

إغراق أنفاق حماس.. تداعيات كارثية ستستمر لأجيال


11/12/2023

زياد أشقر

تضع الحروب أوزارها في نهاية المطاف، وتصمت المدافع، ولكن هناك آثاراً تبقى موجودة لسنوات على الأرض، وفي الهواء وفي المياه-من الروائح الكريهة إلى النقص في المواد والإمدادات والغبار والدمار وفقدان الأرواح ودمار البنى التحتية. والحرب أكثر وحشية بالنسبة للطبيعة ليس فقط فوق الأرض، وإنما تحتها أيضاً.

وعن المأساة غير المرئية لحرب غزة، كتبت تارا د. صنشاين في مجلة ذا هيل الأمريكية، أن الحرب في غزة هي أبعد من أن تنتهي. وفي الوقت الذي تواصل القوات الإسرائيلية قصف مقاتلي حماس، وتلاحقهم من منزل إلى منزل، وتقصف من الجو، فإنها تدرس كيف يمكنها توجيه ضربة حاسمة للأنفاق التي يختبئ فيها المقاتلون وتتلوى كالأفعى في أنحاء قطاع غزة.
وتفترض تقارير جديدة أن الجيش الإسرائيلي قد يضخ المياه المالحة إلى داخل الأنفاق كي يظهر منها ما تبقى من المقاتلين، فضلاً عن تفخيخ مخارجها.
ومن الممكن أن تشكل المياه آخر متنفس للفلسطينيين اليائسين. إنها شريان الحياة لغزة في وقت يخشى كثيرون أن يؤدي ضخ المياه المالحة إلى الأنفاق تحت الأرض، فقط إلى زيادة المزيج السام من الإمدادات القذرة والمالحة من المياه المتضائلة.

ويقول تقرير للأمم المتحدة إن 96% من المياه الموجودة في طبقة المياه الجوفية الوحيدة في غزة غير صالحة للاستهلاك البشري، موضحاً أن "المحطات الثلاث لتحلية مياه البحر التي يمكنها إنتاج نحو 7% من احتياجات غزة من المياه النظيفة، قد تعطلت".
وتوفر ثلاثة خطوط أنابيب من إسرائيل نحو 13% من احتياجات غزة من المياه، وهناك نظام مكون من 300 بئر وطبقة جوفية أسفل غزة، تجري معالجتها بواسطة وحدات تحلية المياه.

تأثيرات بيئية

لقد بدأت إسرائيل الإعداد لإغراق الأنفاق، وهي تعلم أن التأثيرات البيئية يمكن أن تستمر لسنوات.
واستناداً إلى تقارير نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" وخبراء إسرائيليين يتابعون الحرب، فإن الجيش الإسرائيلي جهّز الشهر الماضي ما يصل إلى خمس مضخات كبيرة قرب مخيم الشاطئ في مدينة غزة، والتي بإمكانها إغراق الأنفاق في غضون أسابيع عن طريق ضخ آلاف الأمتار المكعبة من المياه كل ساعة إلى داخلها.

ويعتقد العالِم إيلون أدار، أنه "في حال تم ضخ مليون متر مكعب من المياه في الأنفاق وتسربت إلى طبقة المياه الجوفية، فإن التأثير السلبي على نوعية المياه الجوفية سيستمر لأجيال، ويعتمد ذلك على الكمية التي ستتسرب إلى تحت السطح". ويعرب آخرون عن قلقهم من تأثيرات طويلة الأمد على الصحة والتربة والتلوث ومجمل البيئة في المنطقة، بسبب المعادن الموجودة تحت الأرض.
وأكثر ما يستدعي القلق هو كيف سيخرج ما تبقى من رهائن من الأنفاق الغارقة على قيد الحياة.
وتقول إسرائيل إن أكثر من 130 رهينة لا يزالون في غزة. وتم احتجازهم خلال الهجمات التي شنتها حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر(تشرين الأول)، بينما قتلت الحركة نحو 1400 شخص آخرين.

وإدراكاً منها للدمار البيئي لإغراق الأنفاق وعدم زيادة تنفير المجتمع الإنساني، من الممكن أن تكون إسرائيل تعمد إلى "تسريب" فكرة إغراق الأنفاق، كوسيلة لزيادة الضغط النفسي على حماس، في الوقت الذي تضيق الخناق على بعض قادة الحركة.
ومع تبدد الآمال في مزيد من الهدنات في الحرب، وتوقف المفاوضات في شأن الرهائن، وفقدان الدبلوماسية للزخم، فإن التركيز يجري طوال الوقت على العمل العسكري. ويأمل المرء في أن يدرك جميع اللاعبين، أن الحرب يمكن أن تلحق خسائر دائمة بالناس والبيئة لفترة طويلة بعد إلقاء الأسلحة. ومع هذا التركيز المكثف على أرض الواقع اليوم، يتعين على القادة أيضاً أن يضعوا الغد نصب أعينهم.

عن "موقع 24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية