أنهار عربية يتهددها العطش

كثير من الأنهار في الوطن العربي تعاني من مشكلة الجفاف لأسباب كثيرة، أهمها مشكلة التغيير المناخي وارتفاع درجات الحرارة، ومشكلة الاستغلال الجائر وغير العادل للأنهار؛ فنهر دجلة في العراق  الذي ينبع من جبال طوروس، جنوب شرق الأناضول في تركيا ويمر عبر سوريا 50 كم في ضواحي مدينة القامشلي ليدخل بعد ذلك أراضي العراق عند بلدة فشخابو ليصب في شط العرب، يعاني من انخفاض حجم المياه العابرة إليه من الجانب التركي بسبب بناء السلطات التركية سدّ "إليسو".

دجلة والفرات والنيل والليطاني أنهار كبيرة تواجه خطر الجفاف بسبب الاستغلال الجائر والسدود

لكنّ نهر دجلة ليس الوحيد في العالم العربي الذي يواجه مشكلات تهدّد وجوده، وفق فيديو بثته "العربية"، بعنوان "أنهار عربية مهددة"؛ حيث يواجه نهر الفرات، الذي يعد من أغزر أنهار  الوطن العربي، وينبع من جبال طوروس في تركيا ويتكون من نهرين في آسيا الصغرى هما مراد صو (أي ماء المراد) شرقاً، ومنبعه بين بحيرة وان وجبل أرارات في أرمينيا، وقره صو (أي الماء الأسود) غرباً ومنبعهُ في شمال شرقي الأناضول. والنهران يجريان في اتجاه الغرب ثم يجتمعان فتجري مياههما جنوباً مخترقة سلسلة جبال طوروس الجنوبية، ثم يجري النهر إلى الجنوب الشرقي وتنضم إليه فروع عديدة قبل مروره في الأراضي السورية ليجري في الأراضي العراقية حتى يلتقي بنهر دجلة ليصبّ في شطّ العرب، يواجه مشكلة الجفاف ذاتها نتيجة استخدام مياهه بشكل كبير، إضافة إلى السدود التركية التي بنيت على مجراه.

وكذلك نهر النيل أيضاً، أطول أنهار الكرة الأرضية  (6650 كم)، له رافدان رئيسيَّان؛ النيل الأبيض والنيل الأزرق. ينبع النيل الأبيض في منطقة البحيرات العظمى في وسط أفريقيا، في حين أن النيل الأزرق يبدأ في بحيرة تانا في أثيوبيا ثم يجري إلى السودان من الجنوب الشرقي ثم يجتمع النهران عند العاصمة السودانية الخرطوم، ويمر مساره بعشر دول إفريقية يطلق عليها دول حوض النيل، وتقوم إثيوبيا في الوقت الحاضر بانشاء سد النهضة على مجراه مما سيؤثر بكمية المياه المتدفقة في بعض الدول العربي كمصر والسودان.

وفي لبنان أيضاً، يتعرض نهر الليطاني الذي ينبع ويجري ويصب فيها، إلى انخفاض ملموس في منسوبه، بسبب الاستغلال الجائر والعشوائي لمياه النهر، مما يجعله مهدداً بالجفاف.