أثار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غضب أحزاب المعارضة مجدداً، بعد أن قام بتعيين عضو سابق في حزبه الحاكم "العدالة والتنمية" رئيساً لأقدم جامعة حكومية في البلاد، بموجب مرسوم رئاسي أصدره قبل أيام.
ورفضت عدّة أحزاب معارضة، ومنها الشعب الجمهوري (حزب المعارضة الرئيسي) والشعوب الديمقراطي (المؤيد للأكراد)، والمستقبل، والديمقراطية والبناء، قرار الرئيس التركي القاضي بتعيين البروفيسور مليح بولو رئيساً لجامعة "البوسفور"، التي تُعرف أيضاً باسم "بوغازيتشي"، وفق ما نقلت "العربية".
رجب طيب أردوغان يثير غضب أحزاب المعارضة بعد تعيين عضو في حزب العدالة والتنمية رئيساً لجامعة البوسفور
وقال البروفيسور وهاب جوش كون، الذي يعمل محاضراً في جامعة دجلة الحكومية: إنّ "الرئيس التركي يستطيع تعيين أي بروفيسور رئيساً لأي جامعة يريدها بموجب المراسيم التي يصدرها".
نظام #أردوغان يغلق باب الجامعة بالكلبشات
— نبض تركيا NabdTurkey (@nabdturkey) January 5, 2021
بعد تعيين أحد رجاله المشبوهين رئيسًا لـ #جامعة_البوسفور دون انتخاب، شرطة أردوغان تفض احتجاجا للطلاب بالعنف وتغلق باب الجامعة بالكلبشات التي تستخدم في تقييد المجرمين#كلبشات_أردوغان_في_كل_مكان#BogaziciDireniyor pic.twitter.com/1wTSorCgmy
وأضاف: إنّ "القانون يمنع تعيين الحزبيين رؤساء للجامعات، وهذا ما يثير غضب أحزاب المعارضة وطلبة الجامعات على حدّ سواء، ذلك أنّ الحزب الحاكم تعمّد منذ وصوله إلى السلطة إعطاء المقرّبين منه مهمّة رئاسة المؤسسات التعليمية وإدارتها".
أردوغان يخالف قوانين المؤسسات التعليمية بتعيين مقرّبين من حزبه أو الداعمين له رؤساء للجامعات وإقصاء الأكاديميين
وتابع: إنّ "أردوغان يخالف قوانين المؤسسات التعليمية في تركيا، فهو يقوم بتعيين مقرّبين من حزبه أو الداعمين له رؤساء للجامعات، وبالتالي يعمل على إقصاء الأكاديميين المستقلين"، لافتاً إلى أنّ "الرئيس التركي يحاول السيطرة على إدارة الجامعات في البلاد من خلال نظام الوكلاء، في خطوة تشبه سيطرته على بلديات المعارضة بعد عزل رؤسائها المنتخبين".
وكانت الجامعات التركية تنتخب رؤساءها، لكنّ هذا الأمر لم يعد يحصل منذ محاولة الانقلاب على حكم الرئيس أردوغان منتصف العام 2016، إذ تولى الرئيس التركي بعد ذلك الحين مهمّة تعيين رؤساء الجامعات بموجب مراسيم يصدرها.
طلاب جامعة البوسفور يتظاهرون احتجاجاً على تعيين أردوغان رئيساً جديداً للجامعة ينتمي لحزبه
وتعمل الحكومة باستمرار على تعيين المقرّبين من الحزب الحاكم في المؤسسات القضائية والإعلامية والاقتصادية وغيرها، منذ محاولة الانقلاب الفاشلة قبل أكثر من 4 أعوام.
هذا، وشهدت مدينة إسطنبول أمس اشتباكات وأحداث عنف بين طلاب جامعات البوسفور وقوات الشرطة التركية، بعد أن نظّم طلاب الجامعة تظاهرات احتجاج إثر تعيين أردوغان رئيساً جديداً للجامعة، واعتقلت الشرطة اثنين منهم، وفق ما نقلت صحيفة "زمان" التركية.
وفي الآونة الأخيرة أسند الرئيس التركي رئاسة عدّة جامعات في البلاد إلى 12 شخصية داعمة لحزبه، من بينها 7 نواب سابقين من حزب "العدالة والتنمية".