آبي أحمد مُهدد بعد مقتل مغنٍّ إثيوبي شهير... ما القصة؟

آبي أحمد مُهدد بعد مقتل مغنٍّ إثيوبي شهير... ما القصة؟


01/07/2020

باتت سلطة رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، مُهدَّدة في ظلّ اتساع رقعة تظاهرات مناهضة لحكومته، من قبل عرق الأورومو الذي ينتمي إليه آبي أحمد، وذلك بعد مقتل المغني الإثيوبي الشهير هاشالو هونديسا أمس.

قُتل هونديسا، الذي يُعدّ أيقونة نضالية للأورومو في إثيوبيا، وتستخدم أغانيه هتافاً في التظاهرات، خلال تظاهرات مناهضة لتضييق السلطة الإثيوبية على المعارضين من قومية الأورومو، خصوصاً جوهر محمد الذي اعتُقل مع 33 آخرين.

وكان اعتقال جوهر، الذي أعلن نيّته الترشح للانتخابات الإثيوبية منافساً لرئيس الوزراء الحالي، شرارة لاندلاع تظاهرات كبيرة في عدّة مناطق إثيوبية، أسفرت عن مقتل المغني الشهير وآخرين.

قُتل هونديسا، الذي يُعد أيقونة نضالية للأورومو في إثيوبيا، وتستخدم أغانيه هتافات خلال تظاهرات مناهضة لتضييق السلطة على المعارضين

وينظر الإثيوبيون إلى جوهر على أنّه أحد أقطاب النضال في إثنية الأورومو التي شكت من التهميش لعقود، ويملك وسيلة إعلامية باتت تبثّ من الولايات المتحدة الأمريكية، بعد مداهمة مقرّاتها في إثيوبيا وغلقها.

وتفشل الحكومة الإثيوبية، حتى الآن، في احتواء غضب المتظاهرين، حيث فاقم مقتل المغني حالة الغضب تجاه آبي أحمد.

واللافت أنّ رئيس الوزراء الإثيوبي، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2019، جاء إلى منصبه على ظهر قوميته الأورومو، حيث كان انتماؤه إلى تلك القومية أحد أسباب اختياره لخلافة رئيسة الوزراء السابقة هايلي مريام ديسالين، بعدما اندلعت ضدّها مظاهرات واسعة على غرار المظاهرات الأخيرة، وذلك في العام 2016.

 ومن جانبها، تحاول الحكومة الإثيوبية الادّعاء أنّ "تدخلات خارجية" خلف تفاقم الأوضاع، في إشارة إلى أزمة سدّ النهضة المطروحة على طاولة مجلس الأمن حالياً، حيث علّق أحمد على الأحداث في كلمة متلفزة مساء أمس، بحسب ما أوردته "سكاي نيوز" قائلاً: قتل المغني هاشالو هونديسا "عمل شرير".

وأضاف: إنّها فعلة ارتكبها واستلهمها أعداء في الداخل والخارج لزعزعة سلامنا، ومنعنا من تحقيق الأمور التي بدأناها.

فيما لا يبدو أنّ عزف أحمد على وتر "سدّ النهضة" سينجح في امتصاص غضب الأورومو، خصوصاً في ظل سياسة الحكومة التي لا تنتهج الشفافية أو تقدّم خطوات حقيقية لاستيعاب الغضب.

وقال الناشط الإثيوبي بكري أحمد (27 عاماً)، في تصريحات لجريدة "الشرق الأوسط": "إنّ قومية الأورومو تواجه استبداداً يتمثل في حرق المزارع وفرض إتاوات، وتابع أنّ أحمد دفع بقوات الأمن لتفريق المحتجين باستخدام العنف المسلح في محاولة منه لتعطيل الانتخابات الرئاسية المقرّرة في آب (أغسطس) القادم"، مؤكداً أنّ الأخير "يحاول توظيف المشهد الحالي في فرض الطوارئ، وتأجيل الانتخابات بسبب خوفه من الإطاحة به لصالح جوهر محمد الذي أعلن ترشحه في الانتخابات المقبلة".

في غضون ذلك، قالت الشرطة الإثيوبية وطبيب إنّ ما لا يقل عن عشرة أشخاص قُتلوا وأصيب ما يربو على 80 بعد أن أثار مقتل مغنٍ شهير انفجارات واحتجاجات في العاصمة أديس أبابا ومنطقة أوروميا المحيطة بها أمس، بحسب وكالة أنباء "رويترز".

وكانت 3 انفجارات وقعت بالتزامن مع التظاهرات أمس، فيما لم يُكشف عن ملابساتها أو المتورّطين فيها.

وتقول وكالة "رويترز": إنّ التظاهرات الأخيرة ألقت الضوء على الانقسامات المتنامية في قاعدة نفوذ رئيس الوزراء، وسط أبناء عرق الأورومو حيث يزداد تحدّي النشطاء العرقيين للحكومة بعد أن كانوا حلفاء لها.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية